مساقات متاهات أوليس! شعر: د. عبد الله بن أحمد الفَيْفي
|
وأسيرُ..
أسيرُ وأحملُني،
قَدَرًا،
وعلى كتفيهِ رُبَى قَدَري
سِيْزِيْفُ يُؤَسْطِرُنيْ
آناً
ونَفَرْتِيْتِيْ بذُرَى التاريخِ
تدوزنُ فيَّ طلاسمَ موعِدِها الأَثَرِي
ويسيرُ بيَ المجهولُ
إلى المجهولِ
بلا زادٍ
وبلا ماءٍ
وبلا وَطَرِ
فأنا أبداً وحدي
وهنا وحدي أبَدًا
سيسيرُ بيَ السيرُ بلا أَثَرِ...
وإذا الذاويْ
مِنْ غُصْنِ الخُلْدِ
براحةِ أيّاميْ
يَلْتَاحُ شَذاهُ على
ساريْ وَتَرِي
وإذا موتيْ..
ويناديني:
أوليدَ الموتِ
يتيمَ المولدِ
والسَّفَرِ
اِبْكِ
بتجاعيدِ العيدِ
يَدَكَ
ال كتبتْ
بدمٍ شَفَةَ الخَبَرِ
فبأيَّةِ حالٍ عادَ العِيْدُ..
فلا..
لا مَنَّ ولا سَلْوَى!
أ تُرَى يُرْدِيْ برصاصتِهِ
عَوْدُ الأعيادِ
هناكَ سِوَى طفلٍ
يَتَأَرْجَحُ في عُمُرِي؟!
رحلتْ كُلُّ الأعيادِ بخارطتيْ
تَطْوِيْ
رِيْفَ القلبِ الطَّاويْ
قَفْرَ المطرِ
ولها سفني
سارتْ جَزْرًا
ولها بحري
بي حنّ إلى
نائيْ جُزُري
قلتُ، لمّا هبطتْ طيريْ
في واحةِ قلبي الكِسَرِ:
يا موتُ،
سألتُكَ
أنقذني
مِنْ سكِّينِ الصوتِ الخَدَرِ!
مِنْ موتِ حياةٍ
لا كالموتِ..
حياةٍ / موتٍ
مِنْ بَشَرِ
فمتاهاتُ أُوْلِيْسَ
بحرٌ لجيٌّ
وبقاعِ البحرِ تَوَارَتْ
أصدافُ الحَذَرِ
آمنتُ بأنَّ منامي ليْ
أشهى
من هامشِ شعري هذا
مِنْ فِكَرِي
آمنتُ
بأن العتمة أعلى في أُفُقيْ
من كُلِّ عناقيدِ
الصُّوَرِ
من كُلِّ لواءِ شكسبيرٍ /
مَتَنَبّ،
يخفق فِيَّ
على لحنِ النايِ الحجري
بهواهُ
يُغَنِّيْ ليلاهُ
يمضيْ
تمضيْ ليلاهُ..
هواهُ
يظلّ يرفرفُ طائرُهُ
كغرابِ البَيْنِ على الشَّجَرِ
آمنتُ بأن الوقتَ
- تبوحُ دواتي -
دربٌ في لا دربٍ
أو قدمٌ عمياءُ تَرَنَّحُ مِنْ خَطَرٍ
وإلى خَطَرِ
ولأنّ الذكرى
شادتْ لي ركنيْ الدافي
في بَرْدِيْ..
ليْ مدّتْ
ظلّي الضافيْ
بلَظَى سَقَري
لا الفجرُ الصادقُ يلقانيْ
في ردهةِ هذا المبنى التاريخيِّ
ولا قَمَري
إني أَتَلَفَّتُ في المَوْمَاةِ بلا عُنُقٍ
جُذّتْ عُنُقيْ..
ولقد أَتْلَفْتُ شبابيْ
إذ صدّقتُ كتابيْ
ثًُمّ نظرتُ هناكَ هنا..
وبلا عينين.. بلا نَظَرِ
وهو الحُبّ،
فاسْلَمْ تَسْلَمْ..
لكنْ حبّي:
ك«قِفا نبكِ» و«ألا هُبِّي»..
أبياتًا تَتْرَى
من تَتَرِ
لا لستُ معيْ
إنّي وحديْ..
لا أوّل لي
لا آخر لي
إلاّ
إلاّ
هي في بَصَرِيْ
هي في بَصَرِيْ
قالتْ:
إنْ تُحْكِمْ متنَ جوادي،
تَهْزِم متنَ الحَيْرَةِ فيَّ
وفي سِفْر الأيّامِ
وفي سَفَريْ!
إني أَسْلمتُ عِناني
للسَّاري منكِ..
الضاريْ لغَدٍ..
ومشيتُ على
ظِلِّي الذاويْ
بثرَى الحُفَرِ !
aalfaify@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|