كتاب (تراث الأجداد)
عبد العزيز الخويطر
|
الأخ أبو سعد محمد بن عبدالعزيز القويعي، عاشق التراث، تعلق به، بحث عنه، جرى وراءه، غاص على مظانه، أكرمه بجمعه إياه، وخدمه بحسن تصنيفه، واجتهد على العمل في اكتمال أجزائه، وأحله من نفسه واسع صدره، وفي بيته أفسح مكانا، بل لقد أصبحت مأثوراته تزاحم أهله وأبناءه فيما لهم من نفسه من حب موطنه عادة سويداء القلب.
لقد اختار لوحدات التراث التي احتازها أرحب مفحص في بيته، حتى أصبحت هي ربة الدار وغيرها ضيف عليها، أصبح لها المقام الأول، والصحبة الدائمة، شغلت منه الفكر، وأخذت منه المال، واستنفدت الجهد، خدمها بحبه لها، وحدبه عليها، ودراستها، والكتابة عنها، والإشادة بها في كل محفل، وفحص منها كل جانب، وعرَّف بها، وأراد للشباب أن يعرفوها، وأن يقدروها حق قدرها، فهي الحلقة الواصلة بين زمنهم وزمن آبائهم، ومن غير معرفة هذه الصلة معرفة تامة بكل جوانبها يحدث الانقطاع الطبيعي في التاريخ، ويضعف بذلك الاعتزاز بالأصول، والفخر بالأعراق، والاقتداء بما قام به آباء عانوا وكافحوا في ظروف قد لا يتصورها الأبناء، وإذا شرحت لهم يكادون لا يصدقونها، لبعدها في شظفها وشمها عن رفاه الحاضر والوجد فيه.
الأستاذ الكبير خير الدين الزركلي رحمه الله بدأ مكتبته في غرفة في ملحق بيته، ثم بدأ يضيف اليها كتابا بعد كتاب، فامتلأ الملحق، فزحفت إلى البيت، وأخذت بهدوء، وأناة تحتل الغرف غرفة غرفة، وانتهى الأمر بأن أصبحت الكتب ساكنة البيت، واستطاع رحمه الله أن يتدارك له سكنا في الملحق.
الآثار عند الأخ محمد بن عبدالعزيز القويعي، ومتاحفها تسير في الجادة نفسها، ولعله يتدارك هو وأهله غرفة في الملحق.
الأخ محمد يستحق أن يشكر شكراً جزيلاً على هذه الهواية، وما أجملها من هواية، ولكن الحب أحياناً ثقيل المؤونة، يُشيب صاحبه، ولكنه حب يملأ النفس رضا.
أعانه الله ووفقه.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
