من أجل ابداعهم تشكيليو الطائف يستنجدون بوزارة الثقافة محمد المنيف
|
تعتبر الطائف من المدن السياحية التي تنشط في موسم الصيف في جميع المجالات ولا سيما الثقافية منها، فصيفها الحالم وجوها الساحر وطبيعتها الجميلة محط أنظار المثقفين ومتذوقي الجمال مما يخلق أجواء ثقافية تفاعلية، ولكن هذه الأجواء المفعمة بالثقافة ومناشطها سجلت غياباً تشكيلياً وذلك لأكثر من عام على التوالي وبشكل ملحوظ ومزعج للفنانين والمهتمين بالتشكيل، وعند النظر إلى الجهات المعنية بالثقافة والمثقفين نجد أنها أسقطت من حساباتها التشكيل ومناشطه حيث تسجل تلك الجهات غياباً عن الساحة التشكيلية منذ سنين دون أي نشاط يذكر فلا معارض ولا ملتقيات ولا حتى أبسط أنواع التواصل مع الفنانين إلا ما ندر.
وفي استطلاع وصل إلى حقيبتنا حول رأي بعض من فناني الطائف عن أسباب تلك الفجوة وعن تطلعاتهم التشكيلية لوزارة الثقافة كانت ردودهم كما يلي:
حيث قال الفنان التشكيلي حماد الجعيد أحد رواد التشكيل في الطائف: ( هناك فجوة بين الفنانين التشكيليين بمحافظة الطائف وبين تلك الجهات ومنها فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف لكون الأخير غير موجود على الطبيعة فيما يخص الفنون التشكيلية، فالمتابع للفنون التشكيلية بالطائف يلحظ مدى شدة الركود التي يعيشها هذا الفن الجميل وذلك لافتقاره لأدنى رعاية واهتمام من جميع الأوساط.
فنادي الطائف الأدبي الذي كان في حقبة من الزمن أفضل ممن قدم خدمة لفن الطائف عن طريق إقامة المعارض والمسابقات الفنية وإشراك فناني الطائف في تصميم أغلفة الكتب لأشهر الأدباء والمفكرين، لم يعد كما كان حيث ألغى ما يتعلق بالفنون التشكيلية، وكذا مكتب رعاية الشباب وفرع الجمعية.. ولم يعد فن الطائف يمثل لهم أي شيء، الأمر الذي أدى لأن تكون جهود فناني الطائف المكافحين والطامحين لرفع اسم فن محافظتهم والإبقاء على حفظ ماء الوجه بشكل ذاتي وذلك بإلقاء أنفسهم في أحضان الصالات الفنية بالمناطق الأخرى.
ويبقى الأمل الوحيد الذي بدأ يلوح في الأفق المعقود على وزارة الثقافة والإعلام مع الحذر والخوف الشديد من تكرار المأساة الفنية، فالجميع هنا متفائل بجهود واهتمام معالي وزير الثقافة والإعلام وانتظار ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة، وطموحات فناني الطائف عريضة ويناشدون وزير الثقافة الاهتمام ولو بالشيء اليسير من إبداعاتهم وتهيئة الجو المناسب لنمو هذا الفعل الثقافي من إنشاء صالات وتنشيط التشكيل بهذه المحافظة وإتاحة الفرصة للفنانين بالمشاركات المحلية والدولية والدعم والتشجيع.
وكما يقول الفنان فيصل الخديدي (حرم فنانو الطائف من أبسط حقوقهم التشكيلية في فرع جمعية الثقافة والفنون التي ننتظر منها الكثير وذلك لبعد ما يسمى بلجنة الفنون التشكيلية عن تفعيل أبسط أدوارها ولا حتى تشكيل أعضاء لهذه اللجنة والاكتفاء بمركزية هذه اللجنة في شخص واحد دون أي مهام أو أنشطة، حيث يمر الموسم تلو الآخر ويمر العام تلو الآخر دون أي نشاط يذكر أو أي فعالية تحسب، والاكتفاء بمعرض التنشيط السياحي الذي جير لصالح الجمعية دون أي دور أو دعم من قبل الجمعية لهذا المعرض؟.. والعجيب في الأمر أن يبقى مثل هذا السبات العميق والركود المؤلم على مرأى ومسمع من إدارة الجمعية دون أي محاسبة إدارية ولا حتى استنكار بسيط على الرغم من طول المعاناة مع هذا الوضع المميت للحركة التشكيلية.
أما تطلعاتنا لوزارة الثقافة فهي كبيرة، تبدأ بالاستفادة من التجارب السابقة والبداية من حيث انتهى الآخرون، والاستفادة من الأفكار الحديثة والتي تساهم في تكوين بنية ثقافية متطورة ومواكبة للمستويات العالمية، والاستفادة من الدماء الشابة في الإشراف على المناشط الثقافية مع عدم إغفال دور الخبرات الثقافية والاستفادة منهم في الجانب الاستشاري، وإعداد محاور عامة لكل منشط ثقافي وترك مجال لحرية الانطلاق والإبداع في كل مجالات الثقافة).
أما الفنان حمدان محارب فيقول: نعم هناك فجوة كبيرة بين فناني الطائف وبين تلك الجهات في مقدمتها لجنة الفنون التشكيلية بفرع الجمعية ولعل ذلك يعود لعدم وجود لجنة أصلاً.. فكيف يكون هناك لجنة بدون أعضاء؟.. فهي مسمى وظيفي بدون أنشطة.. وكيف يكون هناك لجنة بمكتب مغلق طوال العام ؟.. إذا استطعنا أن نتجاوز هذه التساؤلات فمن الممكن أن نعرف أسباب الفجوة.
أما تطلعاتنا لدور وزارة الثقافة والإعلام فهي كبيرة ونتمنى أن نرى دورها في القريب العاجل كما نتمنى من وزير الثقافة إعطاء التشكيل حقه من الاهتمام وتسهيل ما يخدم ويطور هذا المجال الهام من الثقافة في الطائف خاصة وفي بقية الوطن الغالي.
أما الفنان محمد سعد الزهراني فيقول مرت مع الأسف عدة سنوات ولم يقام أو ينظم أي نشاط تشكيلي يذكر، وفي اعتقادي لم يعد هذا الشيء مستغرباً بعد أن تخلى القائمون على التشكيل عن دورهم الحقيقي وأصبحوا يشكلون عبئاً ثقيلاً على الثقافة والإبداع.. والمسئولين في جمعية الثقافة والفنون يعرفون ويعون جيداً مستوى الأنشطة التشكيلية وحال مقر الجمعية في الطائف وتحديداً (الصالة المتهالكة) والتي لا تتوفر بها أبسط سبل تقديم المناشط الثقافية عامة والمعارض التشكيلية على وجه الخصوص، وهذا أدى إلى القطيعة بين الفنانين والجمعية وليس إلى فجوة فقط.
وبالنسبة لوزارة الثقافة، فعندما تم الإعلان عن تأسيس وزارة الثقافة استبشرنا خيراً ولا زلنا مستبشرين ومنتظرين.. وعموماً في اعتقادي من أهم تطلعاتنا ومتطلباتنا من وزارة الثقافة: تأسيس جمعية مستقلة للفن التشكيلي، ولنا في نجاح تجربة أشقائنا في دول الخليج أبلغ دليل فقد تم إنشاء جمعيات تشكيلية في هذه الدول منذ ما يقارب العشرين عاماً أو يزيد.
كذلك أرى استحداث صالات عرض مناسبة في الكثير من المحافظات والمدن البعيدة عن الأنظار وعدم التركيز على المدن الرئيسية، كذلك لا ننسى أن من المقومات الحضارية والسياحية لأي بلد في العالم هي المتاحف والقصور الأثرية، ولذا نتمنى أن تولي الوزارة هذا الجانب الاهتمام والرعاية.
أيضاً وضع برنامج للمعارض والمسابقات والمشاركات محلياً وخارجياً وإتاحة الفرص للجميع والحيادية في المشاركات الخارجية، وحث القطاع الخاص على التعاون والمساهمة في دعم المناشط الثقافية لكونها واجب وطني على الجميع.
أما الفنان فواز حامد فيقول: (الفنان التشكيلي في محافظة الطائف كأي فنان في مدينة أخرى من مدن المملكة الحبيبة حفظها الله من كل مكروه، فهو يسعى لنشر رسالته وإظهار فنه للناس، ويحظى الفن التشكيلي في مملكتنا الحبيبة باهتمام متواصل من قيادتنا الحكيمة لإيمانهم بأهمية هذا الفن وماله من أثر بالغ في حياة الشعوب، ويواجه فنان الطائف صعوبات بالغة ليقدم للناس فنه ويستفيد مما وفرته له الدولة، فبالرغم من عناية محافظة الطائف بتوفير وتجهيز صالة للفنون التشكيلية، إضافة إلى وجود لجنة للفنون التشكيلية بفرع الجمعية.. وغير ذلك من المؤسسات الثقافية ولكن كل ذلك بدون أدنى تفعيل، فهناك من يعيق تفعيلها، وما نراه نحن كتشكيليين أن من أهم أسباب عدم رؤية مخرجات لهذه المؤسسات هو اعتمادها على شخص واحد لا نشكك في قدراته ولكن (من أراد أن يعمل كل شيء فإنه يفقد كل شيء) فمن الطبيعي أن كثرة الاهتمامات والمسؤوليات تشتت وتقلل الناتج الإبداعي في أي عمل من الأعمال، فقلّ ما رأينا معرضاً يقام من خلال هذه المؤسسات لفناني الطائف، وندر أن نرى الجمعية تقيم معرضاً لهم، كما تحولت صالة الفنون التشكيلية بقصر شبرا والتي دوى افتتاحها في أرجاء البلاد إلى معرض مدرسي تقام فيه معارض للطلاب والمدارس، فمنذ عام على افتتاحها لم يقم بها سوى معرض واحد للتشكيليين بالرغم من الطلبات العديدة لإقامة العديد من المعارض والتي دائماً ما تعطل.. لماذا؟.
وإن كان لي سؤال آخر فهو أين المخرجات لكل ما هو متوفر لدينا في الطائف؟ وألا ينبغي أن يسأل نفس السؤال من قبل القائمين عليها؟ أم أن الأمر عملاً روتينياً ليس له علاقة (بمخرجات ومدخلات).
أما فنان النحت محمد الثقفي فيقول (بالنسبة للجفوة بين فرع الجمعية والفنانين التشكيليين فسببها أن المعنيين بالفنون التشكيلية بها ليس لديهم الإلمام الكامل بمتطلبات وأبجديات الفن التشكيلي كما أنهم قد نفذ ما عندهم ولم يعد لديهم ما يقدمونه للفن التشكيلي، وأيضاً تهميشهم وعدم استفادتهم من الوجوه الشابة وتعطيلهم للمناشط التشكيلية.
أما بالنسبة لوزارة الثقافة فنتمنى أن نرى برنامج جديد عن الفن التشكيلي يطور ويحدث برامجها.
وهذه بعض انطباعات فناني الطائف والتي نتبين من خلالها بعض أسباب الركود التشكيلي في هذا المصيف الغالي من وطننا الحبيب، والذي نتمنى من المعنيين بأمر الثقافة والمثقفين التواصل مع التشكيليين للتغلب على هذه العقبات وعودة الطائف إلى خارطة التشكيل المحلي.
monif@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|