قصة قصيرة قارئ المستقبل إسراء زاهر
|
باسمك اللّهم أموت وأحيا
كان مجنوناً حين قال* أعتقد أننا بحاجة إلى البراءة كي نكتب،
أعتقد أننا بحاجة إلى البراءة كي نعيش.. أجل كي نعيش، كي نقتصَّ من ذاكرتنا المعلَّقة على طرف مقصلة صدئة. إلى صفعة على خد كل من سوَّل لنا بأن الحياة حلم وردي لا تغيب شمسها.. لنستيقظ في مقبرة تعج بالأحياء الذين يبتهلون إلى الله ليقشع عنهم هذا الضيق الأبدي.
أردت أن أقفز بعد الماضي لأصل إلى نفسي المنشطرة إلى ثلاثة أجزاء. أردت أن أجمع صرخاتي المتوارية في واجهات المحلات.. أعمدة الشوارع.. أوراق الشجر اليابسة.. وأرحل.. أن أكمل طلاء سياج أحلامي بعيداً عن هنا!! وأصنع لوناً رائعاً لغيابي.
كانت أسوأ من تلك التي تظهر في كوابيسي لتقصَّ علي مستقبلي الضال، ولكني ومع هذا سلَّمتها كفي، لتقصَّ علي شيئاً من ذلك المجهول. عيناها الصفراوان بدتا لي كنافذة عالية مهجورة لم تفتح أبداً. وخزني صوتها وكأنه خنجر غجري أتقن التصويب. (ستموتين قريباً)!!
هناك في ذاك المكان البارد الذي يتسع لشخص واحد فقط.. لن أكترث لشيء. ولا حتى لأظافري المهملة، جميل!! لن أشعر بالبرد ولن أسمع صوت غربان تؤرِّق ما بقي من نومي. لن أضطر لحضن كل شيء بشغف المرة الأخيرة..
مخيف أن ألوّن كلامها الشاحب كي لا أموت به. وهي التي بدت على يديها إحصائيات لأخطاء مرئية. لا أريد أن يظهر على جسدي عدد خساراتي الماضية.. ولا القادمة مثلها. بدأت كفي تختنق بين يديها وسبابتها التي تحاول مسح خطوط يدي ورسم قدرٍ آخر علّه يهرب من الموت.
صرخت بالبراءة التي نحتاجها لنعيش (لا أحد يهرب من الموت).
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|