قصيدة في انتظار الذي لا يجيء أسماء الزهراني
|
الثواني التي غرست نصلها في ضمير المساء
أثمرت وخزة في عيون النهار
ارتوت من جنون الجوى
فاستوت قامة الوجد ماء ونار
أصلها ثابت في تخوم الحنين
فرعها في سماء الوجع
وامتداداتها تتوغل بين شظاياي
تنفض ما فاض من حلة الاصفرار
في انتظار الذي لا يجيء
تعلّمت كيف أدس عروقي في تربة الغد
محتشداً بالمسافات
ارسم فوق شفاه الليالي مذاق التلاقي
في انتظار الذي لا يجيء
احترفت الوداع
تعلّمت فك معاقد خيبات أمسي
هدهدت خوف منام يلوذ بغرته الوهن
أقتص آثارها
فاتحات المطالع مستوطنات المآقي
في انتظار الذي لا يجيء
عرفت بأن البدايات ليست سوى قفزة للنهايات
أن اللقاء يخبئ خلف بشاشته
ألف وجه وداع
واني إذ اقتاتني الانتظار
لقد كنت في كف سادنة الحلم أرفل في الوهم
أقرأ فيها ذواتي في ما تفتق عنه ذهول الحكايات
يدهشني ما يباغتني من دروب
يلوب بأحشائها المعدمون انتظارا
فأرتد للوهم
أزرعني في متاهاته محض أحجية لا تتوق لقارئها
محض لؤلؤة لم تسخّر براءتها لجنون المحار
وتثمل روحي بسر انعتاقي
في انتظار الذي لا يجيء
حملت مفاتيح عمر يناهزه اليأس
خبأتها في ثياب المتاهات
كيما يصادفني الفجر يلبسني
ثم يعرج بي في متون القصائد
يطرحني في بوار السنين
ويستل من بين أضلعها ما اغتذته سنين البوار
رد قلبي
ففي الأفق ما لا يحيط به الحزن
لا يدرك الطرف أوله
من رماد المحاجر
من رعشات القناديل خوف التلاشي
وفي الوقت متسع بعد للاحتضار
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|