الأديب والناقد إدوارد الخراط لـ«الثقافية» جذبني عالم الغجر فكتبت روايتي
|
* القاهرة مكتب الجزيرة عتمان أنور:
يسبق اسم ادوارد الخراط العديد من الألقاب فهو الاديب والناقد والمترجم والفنان التشكيلي له في كل لقب باع طويل ومسيرة مستمرة ويمكن القول انه صاحب انجاز ضخم متعدد الوجوه ما بين النقد والرواية والشعر والفن والترجمة صدرت له مؤخراً رواية بعنوان الغجرية ويوسف المخزنجي وهي تأتي تتويجاً لأعماله الروائية المتميزة ومنها مخلوقات الاشواق الطائرة ورباعية الاسكندرية واحتراقات العشق والصباح وغيرها حول روايته ومسيرته وأعماله الادبية التقيناه في هذا الحوار:
***
عالم الغجر
* في روايتك الجديدة تطرق موضوعاً جديداً وهو حياة الغجر بماذا أغراك وقد تم تناوله من قبل في العديد من الأعمال؟
موضوع الغجر ليس حكراً على أحد فالأفكار ملقاة على قارعة الطريق تحتاج لمن يلتقطها ويبرزها وقد اثرني في هذا الموضوع اضافة إلى تقاليد وعادات الغجر الهم الاجتماعي والفلسفي، فالرواية تصور قصة حب تجمع بين غجرية تتمتع بالجمال وبين فتى يعمل في مخازن الإسكندرية ويتفلسف ويبحث عن معنى الوجود.. ومعنى الوطن.. ومعنى الحب كما انه ومن ناحية اخرى فالموضوع مليء بالدلالات والمعاني والجوانب التي لم يتم رصدها بعد في أعمال إبداعية
* ولكننا نلمس تشابهاً بين شخوص هذه الرواية وشخوص أعمال أخرى لك مثل تباريح الوقائع والجنون؟
هذه قراءة سطحية عابرة للرواية فشخصياتي ليست متطابقة على الاطلاق وليست نسخاً مكررة ولاتوجد وحدة مطلقة يدور فيها أبطالي، فأنا لا أرى ذلك في أعمالي غير أن هناك دائماً ذراعاً ممدودة نحو الآخرين وتأكيداً متصلاً لنزعة التراحم والتواصل، فالفن في النهاية هو نداء للتواصل مع الآخرين.
* لغتك في هذه الرواية تتسم بالكثافة وأحياناً الغموض مثل باقي رواياتك فلماذا هذه اللغة؟
اللغة ترتبط بالخبرة فإذا كانت الخبرة تقتضي لغة تبدو بسيطة وسهلة فهي كذلك، لكن اتصور انها لا تأتي سطحية وكل مستوى في الكتابة له خبرته اللغوية، فأنا لا أخطط لمستويات اللغة المتعددة وإنما هي التي تفرض نفسها علي أثناء الكتابة كما أن اللغة ليست منفصلة عن الخبرة أو الطاقة أو الشحنة الانفعالية التي تحملها اللغة فلا وجود للغة منفصلة عن الطاقة الكامنة فيها من خبرة وعاطفة وفكر، فإن تقصي دقائق الفروق في المعاني والخبرات والمشاهد والمسامع والملامس تقتضي بحثاً أو تستدعي على الفور اللغة التي تنفرد بها فاللغة إذن ليست شيئاً يعتد به في ذاته ولكن بما تحمله للقارئ من خبرة ومنذ الصبا الباكر كان عندى الدافع الذي لا يغالب للبحث عن كيفية الاستخدام الدقيق العضوي بين الكلمة وما تعنيه.
* تمتلئ الرواية بالعديد من المشاهد الجريئة فماذا عنها؟
أظن أن الفن ان لم يكن قادراً على الصدق مع كل الظواهر والجواهر صدقاً كاملاً فهو فن معطوب ومن ثم فإن ما يبدو جراءة في البوح والايحاء والتصريح تقتضيه ضروريات الفن الصارمة ومن ناحية اخرى وإذا لم يكن الفن قائماً في مناخ الحرية إلى أقصى حد ممكن فهو أيضاً فن قاصر.
حوار داخلي
* نجد أيضاً كما في العديد من أعمالك طغياناً للمونولوج هل هو تكنيك أساسي لديك؟
يأتي المونولوج في أعمالي بشكل حواري ولا يأتي غامضاً ومنغلقاً لأنه ليس أحادياً ولا يدور حول ذاته فقط، إنما هو مونولوج حواري يتضمن وجود الآخر أياً كان هذا الآخر: (امرأة أو صديق أو العالم بأسره أو أية قضية..) فهو ليس حديثاً إلى الذات بقدر ما هو حديث الذات مع الآخر، والآخر في الوقت نفسه هو جزء من الذات، فالمجتمع قائم في الحلم كما هو قائم في الواقع.
* تحفل أعمالك بالعديد من الوقائع والحالات التاريخية شديدة التوثيق أحياناً؟
هناك وقائع تاريخية معروفة كالمظاهرات وأسماء الشهداء والوثائق المنشورة، لكن أيضاً هناك عناصر متخيلة تماماً لا صورة لها استلهمها وأرجو أن تكون متسقة مع الروح التي تسود تلك الفترة التاريخية وفي الوقت نفسه متسقة مع تجاوز هذه اللحظة التاريخية، تلك هي أهمية العنصر المتخيل أن يخرج من حدود التوثيق التاريخي المحدود إلى آفاق أخرى.
* أثناء انشغالك بالكتابة هل هناك موضوعات أو قضايا بعينها تلح عليك ككاتب،؟
نعم يحدث ذلك كثيراً فهناك قضايا تشغلني وليس بؤراً سردية معينة، هناك أسئلة تناوشها الكتابة مرة بعد مرة ولن تنتهي من مراودتها أبداً فيما اظن مثل قضايا الموت والمرأة والحرية، لكنها عبر النص الروائي تأخذ الشكل التجسيدي والسردي.
* هل تحلم بجائزة نوبل؟
لا بالعكس بل علينا أن نكف عن الهوس بجائزة بنوبل، هذه الجائزة التي منحت كثيراً لمن لا يستحقها فإذا كان نجيب محفوظ قد فاز بها فإن أحداً من كتاب الهند بعد طاغور لم يحصل عليها فنوبل تمنح ليس فقط لاعتبارات القيمة الادبية وليست بالضرورة لذلك ولكن لاعتبارات جغرافية وسياسية تمليها المركزية الغربية أساساً.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|