في كتابها الجريء (الحريم الثقافي) سالمة الموشي تحلل إفلاس الذات الأنثوية السعودية!! د.محمد أبوبكر حميد
|
تنتمي سالمة الموشي إلى الجيل الجديد من الأديبات السعوديات الموهوبات اللاتي توسلن بالصحافة للولوج إلى عالم الأدب، وهي وسيلة تاريخية معروفة فمعظم الأدباء الكبار والصغار دخلوا إلى قاعة الأدب من نافذة الصحافة، والحقيقة إن الصحافة في رأيي مدخل طبيعي في عصرنا على الأقل إلى الأدب، ففيها يتمرس القلم، وتصقل التجربة، وتختبر مقدرتها على الصمود لما في الصحافة من كد وتعب ومعاناة، فإن كانت الصحفية أو الصحفي صاحب موهبة أصيلة استطاع عبور البحر بحر الصحافة اللجي سالماً منتصراً إلى ما وراء البحر، وأقصد به الأدب، وقد غرق في هذا البحر كثير، وعاد بعضهم إلى الشاطئ من نصف المسافة وظل البعض الثالث يراوح بين الأمواج الصغيرة على الشاطئ لا يحلم بتجاوزها، وهذا ينطبق على حال الكثير من بنات جيل سالمة الموشي والجيل الذي سبقه فمنهن من واصلت السباحة وأثبتت جدارة ومنهن من عادت وكفت عن حمل القلم ومنهن من اكتفت بالسباحة على الشاطئ وممارسة العمل الصحفي وحده.
اتهام الذات الأنثوية
وسالمة الموشي من خلال تتبعي غير المتصل لكتاباتها سابقاً، رأيتها تحاول تجاوز البحر ورأيتها تجدف بيديها كالذي يشق طريقه في الصخر، وحسبتها في وقت من الأوقات اختارت السباحة على الشاطئ لا لضعف القدرة ولكن لقلة الحيلة، واختناق الفرص في زحام الطامعين وكراهية غير المعترفين بالذات الأنثوية في أي مجال غير مجال البيت والمطبخ ورعاية الأطفال!
ويعاني من هذا (القدر البشري) لا (الإلهي) معظم إناث الأمة العربية والمسلمة برغم ان ديننا أكثر الأديان السماوية والمعتقدات الأرضية إنصافاً للمرأة وإحقاقاً لحقها، فقد أنزل رب العالمين من فوق سبع سماوات {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (النساء شقائق الرجال).
استطاعت سالمة الموشي على حداثة سنها وتجربتها أن تثبت حضوراً في الساحة الصحفية من خلال التحقيقات الرصينة التي تقدمها على صفحات مجلة (اليمامة) ومن خلال الاختيارات الاجتماعية وقضاياها التي تعرض لها بشيءٍ من التحليل الوصفي والأسلوبي الذي لا يمتلكه إلا الأديب، وقرأت لها كلمات متناثرة في الأدب قليلة ونادرة منشورة هنا وهناك، وأدركت أنها تمتلك موهبة أدبية وحاسة نقدية محبوسة في قمقم الصحافة تنتظر فرصة الخروج.. تنتظر لحظة السحر وسماع كلمة السر لتقول: (افتح يا سمسم)!! وليست وحدها.. فما أكثر اللاتي ينتظرن الخروج المباح من القمقم، ويحلمن بلحظة السحر، ويتحرين كلمة السر للانطلاق في مجالات الحياة كافة وفقما شرعه لهن ربهن لا يحدن عنه قيد أنملة!!
ولما صدر كتابها (الحريم الثقافي بين الثابت والمتحول) عن دار المفردات بالرياض 2004م كتب عنه الكثيرون، كتبوا عنه أخباراً، وكتبوا عنه ما حسبوه نقداً، وكُتب عنه نقد مجامل، ونقد يدور حوله ولا يقول عنه شيئاً، ونقد يتسلق عليه ليقول عنه شيئاً بعيداً عنه، ونقد لم يقرأه وإنما قرأ عنه وقرأ صفحات منه، وأقل من القليل ذلك النقد الذي تعرض له تعرضاً واعياً. وهذا ليس بحالة خاصة لكتاب الأستاذة سالمة الموشي وحدها وإنما هي حال النقد عموماً على صفحات الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية، لكن عليها أن تسعد بكل ذلك دون تمييز لأن الكثير من الكتب تصدر كل يوم لا يدري عنها أحد ولا يكتب عنها أحد شيئاً، فإن يحدث كتابها هذا الصدى معناه أن حجراً مهماً قد وقع في البئر وأحدث صوتاً وترك أثراً، وهذا يكفي في هذه المرحلة.
تحديات مفهوم الحريم
النقد الأدبي الأنثوي في غير المجال الأكاديمي نادر وقليل في الأدب العربي السعودي، فمعظم الدراسات التي تناولت إبداع المراة السعودية كانت في الأساس رسائل جامعية ثم صدرت في كتب، وهذا ليس عيباً بل هو أدعى للموضوعية، ولكن على الوجه الآخر لا توجد لدينا كتابات نقدية بأقلام أنثوية سعودية إلا القليل ومعظم مما ينشر في الصحافة بقصد الاستهلاك اليومي ولا يمكن الاعتداد به في مجال الدراسات الجادة المنصفة. ولهذا جاء كتاب الاستاذة سالمة الموشي خطوة معبرة على طريق المحاولات الجادة لإثبات وجود الذات النقدية الأنثوية الكاتبة، والكتاب رغم كل ما يمكن ان يقال عنه من نقد أو اختلاف في الرأي وهذا شيء طبيعي سيبقى علامة بارزة في تاريخ النقد النسائي الأدبي السعودي، لعدة أسباب أهمها جرأة الطرح، وهي جرأة لم تتجه الاتجاه التقليدي في تحميل الرجل وحده كل المسؤولية فيما يحدث للمرأة، وتصوير المرأة بصفتها ضحية له لا حول لها ولا قوة، وإنما تعاملت الناقدة مع هذه الحال بشكل موضوعي فحمَّلت المرأة أو ما تسميه بالذات الأنثوية المثقفة جزءاً من المسؤولية، فالعلم مسؤولية لا تنكص بصاحبتها إلى الإشكالية وحمل القلم رسالة تتطلب ممارسة الكتابة بحرية وجرأة في الحق المتفق عليه، لذلك نجد سالمة تقول بجرأة (إذا كان مفهوم الحريم في القاموس هو ما دخل في الدار مما يغلق عليه الباب فهو كذلك فيما تكتبه الأنثى) (ص49)، وتعتقد أن الكتابة الأدبية الأنثوية انحصرت في التعبير عن القهر والقمع الاجتماعي والأسري في سرد بكائي طويل، الصفحة نفسها التي تقول فيها أيضاً إن ذلك أيضاً يعود إلى عدم (القدرة على التناول الواعي لما هو جوهري) وبالتالي في رأيها (يفقد الخطاب الأدبي في النص الأنثوي أهميته الأساسية بدون ذلك الوعي الجوهري.. (ص49).
وفي مجال النقد نجدها تطبق المقياس نفسه فلا ترى إلا النتيجة نفسها التي رأتها في معضلة الإبداع الأنثوي فتقول: (الحضور النقدي النسوي، شأنه في ذلك شأن مسيرة الكتابة الأنثوية لم يكن له في المسيرة النقدية نصيب الريادة) (ص200).
مثل هذه الطروحات الجريئة وغيرها كثير مما يحتويه الكتاب بحاجة إلى نقاش وحوار تمنيت لو تم بحثها في المقالات التي كتبت ولكن هذا لم يحدث للأسف فمعظمها دار حول نفسه أو بعيداً عن موضوعات الكتاب، وهذا نوع من خداع الذات الأنثوية نقدياً!
الجرأة واتهام المبدعات
كتاب سالمة الموشي يتمحور حول الذات الأنثوية السعودية من ثلاث زوايا: التعليم، الثقافة، والأدب. فتحت عناوين مثل (بانوراما بداية امرأة ارتدت حلة الخصوصية)، و(المرأة في دائرة المتعلم) ,(العقل المستزرع في المؤسسة التعليمية قطيعة أم تواصل) تناقش تاريخ التعسف غير الشرعي في التعامل مع الأنثى تعليماً، وتنتقد الجمود في المناهج التعليمية، وتجاهل خصوصية الأنثى، وقدمت طرحها من خلال مناقشة آراء بعض الرواد المستنيرين أمثال محمد حسن عواد وأحمد السباعي وعبد الله عبد الجبار وعبد الكريم الجهيمان ولم تغفل التيار المخالف، وذكرت بعض عواصف ذلك الصراع وأطرافه المخالفة، وكما تعرضت للمرأة والثقافة في عناوين متفرقة مثل (الثقافة الطاهرة ميكروفيزيا السلطة)، (الانحباس في ذاكرة الحريم)، (جدلية العلاقة بين الذات الأنثوية والعقل الجمعي) وغيرها من العناوين التي يمتزج فيها التناول الأدبي النقدي والثقافي مثل (انتصر النسق وسقطت الذات) و(الحداثة الخراب) و(الممكن الأنثوي..) و(النقد الوافد ومعيارية الخطاب) ثم (التعتيم النقدي وثقافة الوهم).
في الفصول النقدية تحشد الاستاذة سالمة الموشي عشرات العناوين لقصص أنثوية سعودية باستشهادات مختلفة ومتباينة لتدلل بها على مفاهيمها في نقدها لسياق الإبداع الأنثوي والأوتار التي يعزف عليها في معظم الأعمال، فنحن نلتقي بعناوين قصص مثل (وجه في المرآة)، (الضلع حين استوى)، (مراهقات في الثلاثين)، (نساء على خط الاستواء)، (جارات الحي)، (رسالة إلى رجل)، (رسالة إلى سيدي الرجل)، (رسائلي إليه)، (امرأة مؤجلة) (همسات مسموعة)، (أحبك حتى الثمالة)، (نساء مؤجلات)، (أحبك ولكن)، (الزوجة العذراء) وغيرها كثير، كما نقابل أسماء كاتبات مثل فوزية الجار الله، جيهان الحكيم، مشاعل السويلم، زينب حفني، أميمة الخميس، أميمة زاهد، سامية العمودي، هيفاء اليافي، انتصار العقيل، ليلى زعزوع، وفاء كردية، مريم الغامدي، هيام المفلح، ليلى الأحيدب، لمياء باعشن، نجوى هاشم، انصاف بخاري، قماشة العليان، نورة الغامدي، فوزية أبو خالد، أسماء الحسين، أمل الفاران.
جلد الذات الأنثوية
وتعتقد الكاتبة ان معظم هذا الكم الهائل من النتاج الأنثوي لم يصدر عن ذات أنثوية حرة مستقلة بل تعامل مع القضايا والطروحات من ال(أنت) وليس ال(أنا) الأنثوية، واعتبرت ذلك (أفكاراً مجردة لا تعبر عن الذات الأنثوية إلا باعتبارها القصة التي لن تُحكى إلا بوسيط هذا الوسيط هو رجل..) (ص65) وتستمر الأستاذة سالمة في طرح رؤاها المتمردة على ما تسميه واقع الذات الأنثوية المبدعة فتقول: (أصبح الرجل كسلطة قاهرة هو بطل القصة، والرواية والنثر وبلا منازع أصبح حضوره جوهرياً وأساسياً في نص الذات الكاتبة) (ص77).
ألا يفتح هذا الرأي الباب على مصراعيه إلى حوار ونقاش مع النقاد والمبدعات؟ ألا يختلف مع الناقدة في هذا الرأي الكثير.. لكن يبدو حتى الذين كتبوا المطولات عن كتابها لم يطلعوا عليه؟!
ثم تدلي الناقدة الجريئة برأي نقدي خطير جدير بالمبدعات المعينات مناقشته إذ تقول (حظيت السنوات الماضية للكتابة الأنثوية المحلية بقدر من الاتباعية في بناءات النص، وهو ما قد يفسر وجود نماذج مكررة إذ انتهجت التقليد.. تقليد أعمال أدبية قامت على أساس موهوم بالفاعلية..)! (ص81)، وتقول بجرأة في تحدٍ آخر يحتاج إلى وقفة: (وليسقط الصنم الذي نصبنه طويلا ينبغي ألا نؤجل سقوطه، وأن نعترف به ثم نقوضه إذ من خلال حراك على هذا النحو، لا نستطيع أن نؤرخ بشكل أو بآخر لمرحلة كتابة إبداعية نسوية، فكرية، باستثناء أن ما يميزها هو سياق الحريم الثقافي، تماماً كما لا نستطيع أن نجزم أن ثورة النشر الذي نشهده له علاقة بثورة فكرية من أي نوع..!) (ص86).
وتتهم الناقدة اجتماعياً وأدبياً هنا تتهم الذات الأنثوية المبدعة بالخنوع والخضوع بشكل أفقد هذه الذات شخصيتها، فتقول (استمرأت الذات الأنثوية الكاتبة الدور الممتد، وعملت على ارتداء القناع الضمني، استرضاء لسياق ذكوري بحت، ليس إلا نتاجاً لمركزية وأبوة الثقافة، والمجتمع في صميم بنيتهما البعيدة، بدءاً من الأب، الزوج، الناشر، الغلاف، البطل الدرامي للمحكي، الناقد، المجتمع، القارئ الضمني والقارئ الرقيب....، ربما وحدها الورقة البيضاء والمؤنثة نجت من هذا الواقع) (ص109).
وترى أن (النص الأنثوي) قد فشل، ولم تعد الوسائل التي كان يتجمل بها، ويجذب بها مغرية، لقد أصبحت مكررة لأنها فاقدة للإرادة الحرة التي تعبر بعمق عن الذات، تقول: (ظل النص الأنثوي خطاباً الحاقياً بكل المقاييس، خطاب يمتلك أداة تعبير لغوية، اجتماعية، تنطرح في السياق كذات صنمية، ليس لها أدنى مقومات خطاب الانعتاق من ربقة الآخر إلى (فضاء الأنا)، وهنا تكمن أناقته التي لم تعد مغرية للنظر إليه) (ص128).
الممكن الذهني الأنثوي
وتخلص الأستاذة سالمة الموشي من طرح هذه القراءات النقدية التقريرية، والاحكام التي تصل إلى حد القسوة وجلد الذات على النتاج الأنثوي إلى القول في إلماح إلى دراسة الحلول: (ولعلاقة سوية بين الذات الأنثوية، والآخر من المهم انتقاد السياق التاريخي، والثقافي بكل تصوراته، وموقفه من الخطاب الأنثوي، وتهميشه، وتحجيبه، وإذ أقول علاقة سوية فلست بصدد التوقف عند منطقة الصراع الأزلي في مسألتي الأنوثة، والذكورة، بقدر ما هو تساؤل جدلي لماهية علاقة غير كفؤة لاختصار الآخر واحتواء خطابه) (129).
ثم تضع الأستاذة سالمة بنات جنسها أمام خيار وحيد تراه ملائماً وحلاً لهذه المعضلات، معضلات البحث عن الذات الأنثوية في سياق النص الأدبي الأنثوي، فتقول: (اختيار التقدم إلى الخطوة التي تأخذ إلى البعيد، إلى الأعلى، لن يحدث إلا بالعودة إلى حدود الممكن الذهني الذي وجه الذات الأنثوية إلى ما يمكن ان تكونه، وما تستطيع أن تصيره، مجادلته ونقده وتعريته دون تلعثم) (ص123).
وفكرت طويلاً فيما يمكن ان تقصده الكاتبة ب(الممكن الذهني) وفق ثقافتها واحسبني عثرت على المعنى المقصود في هذه القصة التي ترويها من تراث الحكمة الصيني، إذ توسل (تاو هسن) إلى أستاذه الحكيم (شانغ متسان) عندما جاءه تلميذه قائلاً:
أتوسل إليك أن تهبني تعليمك الرحيم، وتريني كيف أتحرر؟
فأجابه الحكيم:
من الذي قيدك؟!
فرد التلميذ:
لا أحد!
فقال الحكيم:
لماذا وهذه حالك تطلب مني أن أحررك؟! (ص23 124).
واستخلص من هذه القصة أن الأستاذة سالمة الموشي في نقدها الحاد للذات الأدبية الأنثوية تريد أن تقول إن أحداً لم يقيدها، ولكنها هي لما رأت قيداً أمامها وضعته في يديها ورجلها في حين أنها تستطيع ان تتحرر من ربقته، فقد تهيأ لها التعليم كله، وأتيحت لها كل وسائل الثقافة، وأمامها حرية أن تكتب، وإمكانية أن تنشر، وأن تجهر بصوتها بجرأة أكثر من الرجل في عصر بدأت فيه آفاق الحوار تتفتح، وبوارق تحقق آمالها تلوح في وطن يحكمه شرع الله لا يستطيع فيه إنسان مهما بلغت مكانته أن يأمر بما لم يرد فيه نص من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأمر الله في ذلك صريح لا يتجاوزه رجل أو امرأة {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، وفي إطار هذه الآية يدور الحوار، وتكون حدود الحديث عن الحرية والحقوق والمساواة والتعبير عن الذات، كيف لا، وهذا رب العزة والجلال يساوي بين الرجل والمرأة، حين يعد بالجزاء، ومن أصدق من الله وعداً إذ يقول: {أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى} (سورة آل عمران 195).
الكتاب وضع آراءً جريئة وحادة وجادة في آن واحد، والكاتبة قدمت نقداً ثقافياً أدبياً اجتماعياً للذات الأنثوية المبدعة، والكتاب بحاجة أن يقرأ بوعي وبجدية ويناقش بأمانة وتجرد، لأن فيه الكثير من الآراء التي يختلف معها البعض، وفيه مجال للحوار النقدي الأمين الذي يثري الحياة الثقافية والأدبية في هذا الوطن، وقد تألمت كثيراً لأني لم أجد لدى بعض الكاتبات اللاتي كتبن عنه الصفحات الطوال والحلقات المتسلسلة وعياً بقضاياه التي ستثير غضب الكثير من المبدعات والناقدات لإيغاله في جرح الذات الأنثوية جرحاً عميقاً يدعوها للاستيقاظ من سبات ترى سالمة الموشي أنه طال!!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|