في ذكراه المئوية جوانب مضيئة في حياة يحيى حقي
|
* القاهرة مكتب الجزيرة عتمان أنور:
جوانب جديدة ومضيئة في حياة الأديب الكبير الراحل يحيى حقي في غمار احتفال الأوساط الثقافية بمصر بمئوية ميلاده التي توافقت في السابع من يناير الحالي فقد كشف الأديب الكبير نجيب محفوظ عن العلاقة التي كانت تربطه معه عندما كان نجيب يعمل تحت رئاسة يحيى حقي في مصلحة الفنون في الفترة من عام 1955 إلى عام 1956 وهذه العلاقة التي فسرها البعض خطأ وقالوا إن نجيب محفوظ كان يشعر بأنه أديب مشهور ولا يحترم يحيى حقي ووجد محفوظ الفرصة في الاحتفال بمئوية يحيى حقي ليكشف عن هذه العلاقة ويرد على الأقاويل التي تناولتها فقال محفوظ: إنه عندما قرر فتحي رضوان وزير الإرشاد عام 1955 إنشاء مصلحة الفنون وكان يحيى حقي أول وآخر من تولاها كمدير لها قد اقترح حقي أن يأخذ مساعدين له أنا وعلي أحمد باكثير وبدأنا نعمل معه في مصلحة الفنون وهناك ارتبطت به عن قرب واتصلت علاقتي به أديبا بأديب بل إلى ما هو أعمق من ذلك على المستوى الإنساني وإن كنت كموظف ملتزم أقوم لتحيته إذا أقبل وإن كان هو قد أنكر ذلك السلوك مني باعتباري أيضا كبيرا كما كان يقول ولكني كنت أعطي الوظيفة حقها فهو مديري رغم الصداقة والعلاقة الإنسانية لأنني طوال عمري موظف تأدبت بآداب الموظفين وكنت أقف لأناس يحملون الابتدائية القديمة فكيف لا أقف ليحيى حقي؟! وأضاف محفوظ: لمست في يحيى حقي البساطة والتقدمية والإقدام والاستنارة دون أن يدعي أو يزعم شيئا من هذا فقد كان سلوكه يشي به ويدل عليه ولم أره ولو مرة واحده يمارس سلطات الموظفين على مرؤوسية وطوال الفترة التي عشتها مرؤوسا له لم أشعر أنني أعمل مع مدير وإنما هو رجل صديق ودود وكانت حجرتنا بجوار حجرته وكان يترك مكتبه ويأتي إلينا ليتحدث معنا كما كنا نذهب إليه لنتحدث معه وعند مغادرته المكتب وكان قد استقر في مصر الجديدة وكنت ما أزال أقيم في العباسية وكان يصطحبني معه في (الاوتومبيل) الخاص به وينزل في شارع رضوان شكري حيث أقيم ثم يمضي إلى حيث يسكن وكان الحوار يتواصل بيننا في المكتب وفي الاتومبيل في شؤون الأدب والحياة كافة. وتكشف ابنته نهى يحيى حقي عن جوانب إنسانية فريده في حياته ندر تواجدها الآن مثل الخجل والحياء والبساطه فتقول إن والدها دخل مجال الأدب على استحياء ودخل مجال الشهره والذيوع على استحياء ودخل القلوب باستحياء. وسردت نهى ذكرياتها معه ومنذ أول مرة دخل فيها يحيى حقي استوديو لتسجيل حوار معه وتقول: ذهبت معه لأول مرة إلى الإذاعة المصرية في شارع الشريفين للتسجيل في برنامج اسمه (معي) وأذكر أن والدى كان يتردد كثيرا في الدخول ودخل على استحياء وكنت أشجعه وكان استوديو صغيراً فيه مائدة مستديرة يجلس حولها الإذاعي وضيوفه أو ضيفه كما تتذكر آخر لقاء إذاعي له أجرته معه الإذاعية الناجحة سلوى الجراح ل بي. بي. سي وكان مفروضا أن تكون مدته عشر دقائق فإذا به يستمر لأكثر من ساعة بفضل تمكنها من الوصول إلى الأعماق والكشف عن الرؤى والإسهامات الفكرية والأدبية والذكريات الحميمة التي ترتبط بحياة المبدع وفي التليفزيون تتذكر نهى برنامجا كان عن عيد الأم كان من إخراج شكري أبو عميرة تحدث فيه يحيى حقي عن الأمومة في عالم الحيوان وعن القطة وحبها لأولادها وعيونها المعبرة عن الحنان وهى تحتضن أطفالها.
وحول أشهر أعماله (قنديل أم هاشم) و(البوسطجي) قال الأديب صبري موسى الذي قام بإعداد السيناريو للروايتين وتم تقديمهما على شاشة السينما: كشف عن قيامه أولا بإعداد سيناريو فيلم البوسطجي الذي يعد إحدى العلامات المهمة في السينما المصرية وبعد أن انتهى من كتابة البوسطجي وأثناء تقديمه إلى هيئة السينما اكتشف أن التعاقد خاص بقنديل أم هاشم فقام على الفور بإعداد السيناريو للقنديل وخرج العمل للنور ثم قدم سيناريو البوسطجي. وعن الأديب الراحل قال بهاء طاهر: كان يحيى حقي ليس كاتبا فكاهيا بالمعنى الذي اعتدنا أن نسبق به أسماء بعض الكتاب بعبارة (الكاتب الساخر) فهو لا يحترف الفكاهة ولكنها تنبع عنده بشكل طبيعي لا تكلف فيه نجدها متواترة وشائعه في أعماله مثل (خليها على الله), (دمعة فابتسامة), كما نجدها مبثوثة في (قنديل أم هاشم) و(دماء وطين) و(عنتر وجولييت) وفي دراساته الفذة للشخصيات والمواقف في كتابه (عطر الأحباب) و(ناس في الظل) ويضيف أن أعماله في مجملها تهدف إلى إشاعة القيم الإنسانية في الأدب والحياة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|