أسعفيني يا طيّعاتِ القوافي |
إن ما في حصيلتي غيرُ كافي |
كلما رمتُ في الفضاءِ انطلاقاً |
خذلتني قوادمي والخوافي |
وأموري في آخر العمر تُنبي |
بانحداري إلى السنين العِجاف |
آدني السكريُّ يوغلُ في الجسم |
يصيبُ الأعضاءَ بالإتلاف |
لا يحسُّ المريضُ غيرَ خمولٍ |
ثم يأتي التنميلُ في الأطراف |
فهو كالماء سالَ من تحت تبن |
يَفْجأُ المرء ساعة الاكتشاف |
فتراني حيناً أفيضُ نشاطاً |
وتراني حيناً أجرُّ خفافي |
قد فقدتُ الإبصار وهو بلاءٌ |
لم تُفِدْ فيه كبرياتُ المشافي |
ولهذا ألقى عناءً كبيراً |
لا تقارِن به عناء الصحافي |
فإذا ما هممتُ يوما بأن أكتب |
شعراً فالأمر ليس بخافي |
حيث أم العيال لا تحسن الخط |
فلا فرق بين فاء وقافِ |
فلهذا تكرماً أذنت لي |
بزواج بشادن معطافِ |
تتثني تثني الغصن غضاً |
ذات دل جذابة الأرداف |
تُخْجِلُ البدرَ حين يبدو عشاءً |
ساحرَ النورِ ليلة الإنصاف |
تُحسنُ الغوص في بحور المعاني |
واصطيادَ المكنون في الأصداف |
خَطُّها والإملاءُ جدا جميلٌ |
ولها خبرةٌ بفهم القوافي |
ولها في الإلقاء قِدْحٌ مُعَلَّى |
وجمالُ التنظيم شيءٌ خرافي |
ولها في الحاسوبِ بعضُ المهاراتِ |
وفي عقلها خزينٌ ثقافي |
وهي من قبل ذا ومن بعد هذا |
قد كساها الإلهُ ثوبَ العفاف |
هذه طلبتي ولستُ سواها |
أبتغي زوجةً تروم اختطافي |
وإذا كانت الحبيبة في التدريس |
فالأمرُ مؤذنٌ بائتلاف |
لتسير الأمورُ بالمسلك القص |
د بلا ميلةٍ ولا إجحاف |
ثم نحيا حياتنا في هناء |
وجنى يانعٍ لذيذ القطاف |
وإذا بالشباب عاد إلينا |
بانسجام بدون أيّ خلاف |
وعلى من تريد تقديم عرضٍ |
فلتقَدِّم بطاقة الصراف |
وليكن في الرصيد خيرٌ ولسنا |
من هواة التبذير والإسراف |
فبريدي لدى الجريدة معروف |
وبيتي وهاتفي واعترافي |
فأنا واضحٌ ولستُ كبعض الناس |
أخشى فضيحتي وانكشافي |
كزواج المسيار يأتون سرّا |
مثل إتيان زائر العرّاف |
غير أنّي في حَيْرَةٍ كيف أختارُ |
إذا ما فُجِئتُ بالآلاف |
ليت أنّي أرى ولو بعض يوم |
أنتقي خير هذه الأصناف |