شهادة وفاة فنية لجيل السبعينيات في القصة السعودية
|
* الثقافية عبدالله السمطي
هل انتهى جيل السبعينيات في القصة القصيرة السعودية؟
هل أنكس هذا الجيل, وهل أحبط من المتغيرات والتحولات التي شهدتها الساحة الأدبية والثقافية بوجه عام في السعودية؟
لقد أدى هذا الجيل دورا مدهشا بدءا من مرحلة السبعينيات الميلادية من القرن العشرين, وحتى نهايات الثمانينيات, ثم دخل في مرحلة الكوما, ورويدا رويدا بدأ صوته في الخفوت, ثم الانزواء، ثم الانسحاب من الساحة إلا بعض الأصوات المتناثرة هنا وهناك. أحدث هذا الجيل نقلة فنية متطورة في فضاء القصة القصيرة السعودية, ونقل القصة من مجرد حكاية رومانتيكية هشة, إلى قصة متطورة لها شروطها الجمالية وسماتها الفنية المتميزة, ولها خواصها الأسلوبية التي تنم عن وعي حاد بجماليات هذا الفن وشروطه, فقرأنا عوالم جديدة لدى عبدالله باخشوين خاصة في (الحفلة), وتعرفنا على الواقع اليومي وتفاصيله لدى حسين علي حسين, ومحمد المنصور الشقحاء, والمرحوم عبدالعزيز مشري, وأيضا قرأنا الشعريات الكامنة في قصص محمد علوان، ثم جبير المليحان وجارالله الحميد والقائمة طويلة حتى وصف المتابعون هذه المرحلة (السبعينية الثمانينية) بمرحلة ازدهار وانتشار القصة القصيرة بالسعودية. وصدرت كتب نقدية ودراسات كثيرة وقتها حول هذا الجيل.
واليوم من ينظر لهذه الأصوات وغيرها, يجد حالة من الموات الإبداعي, فباخشوين لم يصدر بعد الحفلة سوى مجموعة (النغري) وحسين علي حسين توقف بعد أربع مجموعات, ومحمد المنصور الشقحاء أصدر مجموعة ثم اتجه إلى معاودة حنينه الشعري, ومحمد علوان أصدر (دامسة) وجارالله الحميد أصدر مجموعة صغيرة جدا عن عالم المدينة, لم يعد هذا الجيل بزخمه الأول, ويبدو أن الملل والإحباط تسرب إليه فآثر الانسحاب من المشهد, تاركا للأجيال الجديدة كتابة القصة والرواية وتفعيل الساحة بالسرد الروائي.
لقد كان هذا الجيل باستعارة من إبراهيم ناجي ( صرحا فهوى ) لكنه لم يكن صرحا من خيال، بل صرح من فن وتألق, ثم كتب شهادة وفاته الفنية بالانسحاب الإبداعي من الساحة.
|
|
|
|