طَرِيْقٌ يَتَوَهَّجْ
|
......... نورة الدامغ
نَسْتَهِلُّ أَفْكَارَنَا مَعَنَا
في هَوَائِنَا الذِي نَشُمُّهْ
في رُؤْيَتِنَا لأنْفُسِنَا
في كُلِّ مَا نَرَاهُ مِنْ حَقِيْقَة
في كُلِّ ما نَصْنَعُهُ مِنْ مَبَادِئَ للحَقِيْقَة
لِنَقْتَرِبَ نَحْوَهَا
ونَصْنَعَ لنَا دَافِعَاً لِنَعِيْشْ
لِنَقِفَ بِقُوَّةِ المَبدَأ وثِقَةَ قَبُوْلِنا بِهْ
ونَرْفَعَ رُؤُوْسَنَا نَحْوَ ذَلِكَ الهَوَاءْ
ولا نُبَالي بِمَا حَوْلِنا مِنْ ضَجِيْجٍ وَشَرَارَاتِ هُرَاءْ.
فَعِنْدَمَا تَبْدَأُ الأفْكَارُ بتَكْوِيْنِ مَدِيْنَةٍ بِدَاخِلِكْ
تُصْبِحُك المَدِيْنَة
تَضُمُّك لَهَا
تَسْلبُكَ وتُعْطِيْكْ
تُمَتِّعُكَ وتُحْزِنُكْ
تُمَتِّعُكَ إذَا جَذَبَتْكَ نَحْوَ الجَانِبِ الايجَابي في كُلِّ مَا يُوَاجِهُكْ
وتُحْزِنُكَ إذَا دَفَعَتْكَ لِتَأمَلْ
وَحِيْنَهَا
عِشْتَ دَاخِلَ أَمَلِكْ
وَلمْ تَجِدْ لهُ مَعْنَى،
عِنْدَهَا
تُقَرِّرُ بِأنَّ الأَمَلَ خَذَلَكْ
لا لمْ يخْذُلْكْ
ولَكِنّ قُوَّتَهُ أَبَتْ أنْ تَتَعَدَّاكْ،
أَرَادَ مِنْكَ المُبَادَرَة
والرَّحِيْلَ مَعَهُ نَحْوَ أَطْرَافِ الحَقِيْقَة
وأَبْوَابِ الإِجَابَاتْ
بَلْ بمَكَانِكَ الحَالِي
تُثْرِيْكَ مَبَادِئُكْ
تَظْهَرُ أَمَامَكَ بِحُرِّيْة
لِتلْتَقِيْكَ وتَرَى مَدَى قُوَّتَهَا بحَمْلِهَا
وَقُوَّتَهَا بحَمْلِكْ
مَبَادِئُ الحَقِيْقَةِ وَأَطْرَافَهَا
تَصْنَعُنَا ونَصْنَعُ غَيْرَهَا
تَأسُرُنَا فَنَنْظُرُ لغَيْرِهَا
تجْعَلُنَا لِنَجْعَلَهَا سَقْفَاً نَتَظَلَّلُ بِهْ كُلّمَا شَعَرْنَا بِبُرُوْدِ الفَرَاغْ
وجُمُوْدِ القَسْوَة
واصْطِدَامَاتِ المُوَاجَهَة.
مَبَادِئُ تَتَطايَرُ في أذْهَاننَا
تُلَمْلِمُ شَتَاتَنَا وأَكْوَامَ مَدِيْنَتنَا
تَدْفَعُنَا لِتَحَدِّينا، وتَحَدِّي غَيْرَنَا
رُبّمَا تُلْقِي بِصَيْحَاتِهَا في أذْهَانِنا أحْيَانَاً
ولِلبَعْضِ دَائِمَاً
تُرْهِقُنَا
لِتُرَقِِّيْنَا
لِنَكُوْنَ كَيَانَاً صَنَعْنَاهُ بأنْفُسِنَا
لِنكُوْنَ أنْفُسَنَا
لِنَبْني طُرُقَنَا ونُهَرْوِلَ فِيْهَا
لِنَجِدَ أنْفُسَنَا
ونَكْتَسِبَ ذَلِكَ الضَّوْءَ في دَاخِلِنَا
وَنَتَوَهّجَ بِهْ
إنّهُ دَاخِلَنَا
أنْتَ وأنَا
جَمِِِيْعَاً
مَعَاً
سَنَلْتَقِِيْهِ يَوْمَاً مَا
لِنكُوْنَ حِيْنَهَا أنْفُسَنَا.
aldamigh_nora@hotmail.com
| | |
|