سلطة العولمة على معايير الثقافة والأدب
|
* الثقافية -
عبد الحفيظ الشمري:
المشروع الثقافي تتنازعه تيارات، واتجاهات عديدة، بعضها منطلق من قناعات ورؤى حقيقية، والبعض الآخر يرى أنها محاولة للوصول إلى غايات آنية، تمثِّل رغبته في ترويج مفاهيم يرى أنها تصلح لمشروعه الاستحواذي المحلي أو الخارجي.
الثقافة العربية كما تشير دراسات الباحثين العرب من أمثال فهمي هويدي، ومحمد الجابري، ومجدي عبد الحافظ، وفخري لبيب، وكذلك الباحثون الغربيون من أمثال (هننجتون) و(فوكي ياما) و(جوستاف ماسايا).. وهؤلاء جميعهم يرون أن الثقافة العربية وقعت في مأزق عميق يفوق مآذقها السابقة، يتمثَّل في طغيان صورة العولمة، وتفردها في الخطاب من خلال سن مواصفات معينة تجعل من ثقافة العالم العربي جزءاً ثانوياً لا يصلح للتفاعل أو حتى البقاء.
الأخطر من هذا وذاك أن المشروع الأدبي يسير في اتجاه مماثل حينما تفترض الطروحات المعرفية أن الأدب والإبداع يجب أن ينطلق من رؤية (معولمة) أي جديرة بملامسة العولمة كعنصر نشط في سياقات الطرح المعرفي الجديد .
فالمشروع الاستحواذي العولمي قد تنطلي ادعاءاته على البعض لنرى فكرة الإبداع تخرج من حالتها الخاصة، والذاتية إلى حالة كونية قد لا تجد لها وجود معاضد إلا لدى القلة، في وقت يحقق الأدب النائي عن مواطن العولمة المفتعلة - يحقق نجاحاً مبهراً كما في الأدب في البحر الكاريبي أو في الغرب الإفريقي أو في العالم العربي، وخير مثال على هذا النجاح والتميّز هو خروج آن غابريل غاريسيا ماركيز، ونجيب محفوظ، وزولا، وآخرين اخترقت أعمالهم هذه الضبابية التي ترسم للأدب، إلا أننا يجب أن نقر بأن العولمة تناصب العداء للثقافة من خلال سن هذه المواصفات الغربية المحضة.
| | |
|