الجاحظ يشهد دعوة للمصالحة مع قصيدة النثر هل تعيش مدارس الشعر في سلام وجوار آمن؟!
|
* القاهرة - محمد الصادق:
القصيدة الحقة لا تموت ومهما قيل عن موت الشعر أو حتى تراجعه لصالح الرواية والاشكال الابداعية الأخرى فإن القصيدة الحقيقية تنفذ إلى الوجدان وتستقر به على مدى الأجيال والعصور، وسواء كانت هذه القصيدة تأخذ شكلها الكلاسيكي أو الحديث أو أي ما تنتمي إليه من مدارس الشعر، وتأسيسا على ذلك اطلق الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي مبادرة مصالحة بين الشعراء من مختلف المدارس مطالبا بتجاور الأنواع الشاعرية بدلا من الاصرار على قيام اصحاب اتجاه ما بالغاء الاتجاهات والأشكال الاخرى..
مبادرة المصالحة التي اطلقها حجازي جاءت في سياق الاحتفالية التي أقامها المجلس الأعلى للثقافة بمصر بمناسبة بلوغ الشاعر فاروق شوشة السبعين وذلك حينما دعا الناقد د. محمود الربيعي إلى مناظرة بين اتجاهات الشعر المختلفة على غرار ما كان يحدث أيام الجاحظ إثر شرارة اندلعت بين الناقدين عبداللطيف عبدالحليم المكنى بأبي همام الذي كان يتحدث عن فاروق شوشة باعتباره يجسد القيم الدرعمية الأصيلة نسبة إلى دار العلوم وباعتباره محافظاً على سلامة اللغة وموسيقى الشعر وبين الناقد محمد عبدالمطلب الذي كان يتحدث عن بعض الجوانب العرفانية في تجربة شوشة ثم إنه تطرق إلى الحديث عن قصيدة النثر.
وقال الربيعي ألا نستطيع أن نعقد مناظرة بين اتجاهات الشعرالمختلفة الكلاسيكي والحر وقصيدة النثر دون أن يغضب أحد؟
ورد حجازي قائلا: بالفعل نحن نحتاج إلى أن نعيد النظر جميعاً فيما نقول وفيما نفكر، وفي تذوقنا لنصوص وحكمنا عليها، ونعيد النظر في موقف كل منا من الآخرين.
وأضاف حجازي: قصيدة النثر موجودة، والذين يكتبونها موجودون، والذين يكتبون في نقدها موجودون، والذين ينشرونها أيضاً موجودون، والمسألة هي هل قصيدة النثر أم قصيدة نثر الذات؟ لأنه في ظني أن هناك موقفاً غامضاً ملتبساً، فمثلاً ينسب لي أني أعارض كل المعارضة قصيدة النثر.. هذا غير دقيق، أنا أعتقد أن الموسيقى وبالتحديد الوزن ضروري في الشعر لكي تصبح اللغة لغة شعرية، لكي تنتقل اللغة من أداة اتصال إلى مادة جمالية.
لكن لا أشك في أن كل نص قد يرتفع فيه عنصر ويتراجع عنصر آخر لأنه يستحيل أن يوفق الشاعر إلى أن يوازن بين حضور كل العناصر الضرورية للنص، وعلى هذا نستطيع أن نقرأ قصيدة النثر ونتذوقها، ولكن أي قصيدة نثر؟ هذا هو السؤال.
وأوضح حجازي: هذا الكلام الذي قلته هو تأكيد لما دعا إليه الدكتور الربيعي، نحن نحتاج لأن نقول للمجيدين من الذين يكتبون قصيدة النثر: نحن معكم، دون أن تؤاخذونا على أن يكون لنا في هذا الأمر رأي وهو أني سوف أفضل قصيدة حقيقية موزونة على قصيدة حقيقية من قصائد النثر دائما.
وهذا التفضيل لن يمنعني أبداً من أن أقول للنص الجميل في قصيدة النثر: هذا نص جميل وأن أشد على يد صاحبه.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|