وميض التشكيليات السعوديات *عبد الرحمن السليمان
|
يبدو أن بعضاً من الكتَّاب أو ممن تُتاح لهم الكتابة في بعض المطبوعات العربية يستسهلون الكتابة في أي شيء، وعن أي شيء حتى لو كان تاريخاً. وجريدة الفنون الكويتية الصادرة بالعدد رقم 66 حزيران - يونيو 2006 كُتب فيها خلط بين كاتبين هما مدحت علام (الكويت) والثاني اسم معروف هو الفنان الدكتور محمود شاهين أمين تحرير مجلة الحياة التشكيلية (سوريا) والخلط في مثل هذه الحالة يموه مسؤولية الكتابة، وإن كنت أرى أن هذا الاجتهاد قد يضر بتاريخية الحركة التشكيلية النسائية في المملكة.
العنوان جاء عريضاً (التشكيليات السعوديات تجارب متميِّزة تحاكي التراث وتتفاعل مع الحداثة) وجاءت الكتابة لتمثِّل متابعة لثلاثة معارض أقيمت في الكويت ودمشق وعدد من المحافظات السورية، كما جاء في بداية الموضوع.
ثم وتغلباً على الجانب المعرفي بالحركة التشكيلية النسائية قالت الفنون: إنها (تقدّم رصداً متأنياً لتجارب عدد من الفنانات التشكيليات السعوديات).
تتواصل الكتابة بالترجيح والصعود والانتشار والتطور، ثم الدور الذي قامت به جمعية الثقافة والفنون فدور صفية بن زقر ففوزية عبد اللطيف ومنيرة موصلي، وينتقلان مباشرة إلى قاعة لحظ بالرياض (وأصبح للحراك التشكيلي النسائي السعودي دور متميّز على واقع الساحة الخليجية والعربية، وذلك بفضل ظهور عدد من الفنانات السعوديات اللاتي تمكنَّ من الوصول إلى مستويات تشكيلية متوهجة بالحيوية والانطلاق نحو آفاق رحبة هؤلاء الفنانات على الرغم من دخولهن الساحة التشكيلية في هدوء فإنهن مضين في الطريق الصحيح خصوصاً بعد افتتاح قاعة لحظ للفن التشكيلي).
ويواصل الكاتبان موضوعهما بتعداد أسماء كثيرة معظمها من المبتدئات وبكتابة لا تنم عن اطلاع كافٍ على تجارب بعض الأسماء الأهم أو الأسبق، لا نختلف عن الكتابة عندما تتعلق بأسماء أو تجارب أو مؤسسات لكن الاختلاف يكبر عندما نحاول التمجيد دون معرفة أواحتكاك بالساحة، فالكتابة المنشورة عن التشكيليات السعوديات هي احتفاء بنشاط وددت أن تقتصر الكتابة عليه لا أن تتعدى إلى أية إشارة عن دور المؤسسات الحكومية أوالخاصة تجاه الفن التشكيلي ولنقل النسائي إلا أن هناك من الجهات من تبنت مبكراً أنشطة تشكيلية نسائية بينها اللجنة النسوية بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف من الثمانينيات بإقامة وتنظيم دورات تدريبية ولم تزل أنشطتها متواصلة هناك أيضاً الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي نظَّمت في الأعوام الأخيرة معارض للفنانات التشكيليات ومنحتهن الجوائز التقديرية والتشجيعية، بل إن الرئاسة شاركت بأعمال التشكيليات في مناسبات عربية وأجنبية.
هناك مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع التي قدَّمت هي الأخرى أعمال تشكيليات سعوديات في مناسبات داخل المملكة وخارجها، وكان للتشكيليات أنفسهن دور مقابل من خلال المعارض التي أقامتها مجموعة فنانات الرياض، بل إن هذه المجموعة نظَّمت أنشطة مصاحبة للمعارض، دور آخر للقاعات التشكيلية الأهلية مثل بيت التشكيليين والمركز السعودي للفنون التشكيلية ومؤسسة الفن النقي واتيليه جدة في تنظيم الدورات التدريبية والمعارض. وحول بدايات التشكيليات غاب عن الكاتبين أن لصفية بن زقر ومنيرة موصلي دور أسبق من أي اسم في الساحة التشكيلية المحلية، والأسماء الأخرى وهي عديدة لم تشكل حضوراً إلا في الثمانينيات، ومن خلال معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب ثم معارض عدة جهات أخرى، أما (لحظ) كقاعة فنية فقد تأسست العام الماضي 2005، وبدأت هذا العام بنشاط متنقِّل بين بعض الدول من خلال معرض يمثِّل غالباً منطقة من مناطق المملكة، وكانت أن أقامت معارض في قاعتها بالرياض تحت عناوين محددة كعين على جدة أو عين على الشرقية وغيرها، وعندما أقامت أنشطتها الخارجية كانت تحمل ذات المعنى، وعلى نحو أعم وهو طيف من السعودية، ونشاط القاعة المتسارع في الفترة الأخيرة يدعو للتفاؤل بدور القطاع الخاص في الساحة التشكيلية المحلية وهو دور مطلوب في فترة تتنامى فيها أعداد الممارسين والممارسات للفن التشكيلي، ومعه احتاج الأمر إلى كثير من الضوابط التي تكفل مستوى أفضل.
Solimanart@gmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|