أصداء همس النخيل
شعر: عبدالله الحميد
|
في وداع الأستاذ عبدالله نور
آثرت الصمت - كنخلة حزن، لا تقترف الخذلان
وعصفت بكل أقاويل البهتان
وسمقْت.. تناوش..
تذرع أشلاء شوارعك المحفوفهْ..
والعزلة منك، وعنك، وفيك:
فجاءات مخطوفهْ..
كل مغامرة القلم الرمح بلأوانا مشغوفهْ
تسكننا، تعبرنا..
تبقى في وجدان ثقافتنا معزوفهْ..
زوبعة، مألوفهْ!!
عاصفة بالسائد.. منطلقهْ،
أشعلها الفكر، ورواها التاريخ رؤاه العبقهْ
تبحث من أفق للإبداع، لتخترقه..
لتظل بذاكرتي الولهى قلِقهْ..
من جرحي.. من حزني..
من لغتي - منبثقهْ
من نفسي المحترقهْ..
شكلها النور، وأترعها نزقهْ..
يا هذا العملاق:
منذ عرفناك..
ألفنا البوح يزخرف نقشاً، إبداعاً..
ما كانت لغتك تتوكأ، أو تتلكَّأ..
تفزع حين تُمسُّ كرامتُها
أو يخطىء من يخدش.. صوت الشعريِّ بها!!
كانت كل مراياك شفيفهْ،
يا أروع صقر يتلفتُ، يلْفتْ..
يسمو.. ويدير الأعناق،
يقتنص اللمحة من وهج اللوحة هذي الصحراء
ويقتحم الأذواق..
كم كانت تخذلك الصحراء!!
ما كنت الطارئ ذات وفاء
ما كنت العابر في ذاكرة العشاق - الغرباء!!
كم كانت تخذلك الصحراء!!
وأنت تلملم أطياف الشجر النعسان
وتنفح زهرتها بالأنداء؟!
كم كانت تخذلك الصحراء؟!
وتراثك من ذكراها، لغة لا يتقنها غير الحذاق..
غيرُ الأفذاذ / الشعراء
ذاكرة تختزن الأصوات، وتستجلي الأصداء!!
كم كانت تخذلك الصحراء
وأت تحاولُ أن تنفُث من عبق الروعة فيها
ملحمةُ تُثرينا، تمنحنا الإصغاء
كم كانت تخذلك الصحراء
وأنت تحاول مسح تصحُّرها بالرمضاء
وتناور..
تركض.. تركض، تركض خلف (لهاث الشمس)
وتعود.. بلا قدمين!!
وتفتَّق حلملك في نجدٍ.. أين؟!
وتبخر - حتى الوعد.. بهاجسك الفياض
لم تبرح تركض حتى اجتزت فضاءات الأمداء..
واصلت رحيلك مفتوناً بأثير (صعاليك الصحراء)
شنفْرتَ ذهول بدائعها
واجتزت الجوزاء!!
لكنك كنت تعود..
لكنّك كنت تعود بلا قدمين!!
* * *
يا هذا العملاق المقتول بنار الغربهْ..
مجدولاً من رأسك حتى آخر سهم الريشة في إبداعك
تشتاق الراحة، أم تشتاقك؟!
ها أنت تبسم حين وداعك
كي تسرق منا الدمعة..
تتركنا نقترف الغربة في ذكراك،
ونعود خليين حيارى
إلا من أصداءِ القهقهة الصحراويهْ..
إلا من ومضة نجواك
إلاّ من ومضة نجواك!!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
