| سَمِيْرَ الشِّعْرِ عَفْوَكَ يا سَمِيْرُ |
| عَصِِيَّاتٌ عَلَى سُفُنِي البُحُوْرُ |
| أُحَشِّمُ أَحْرُفِي فَتَفِرُّ مِنِّي |
| وتَهْرُبُ مِنْ خُطَى قَلَمِي السُّطُوْرُ |
| تَوَسَّلْتُ القَرِيْحَةَ فَاسْتهَانَتْ |
| بصَوِتي واستَخَفَّ بِيَ السَّعِيرُ |
| وكُنْتُ إِذَا أَشَرْتُ لَهَا أَتَتِْني |
| كمأمورٍ أَشَارَ لَهُ أَمِيْرُ |
| تَسِيْرُ كَمَا أشَاءُ فَلا (طَوِيْلٌ) |
| يُعَانِدُ إِنْ حَدَوْتُ وَلا (قَصِيْرُ) (1) |
| لَهَا كِبَرٌ فَمَا عَرَفَتْ (زِحَافاً) |
| ولا (خَبْناً) إذا طَالَ المَسِيْرُ) (2) |
| يُنادِمُ نَارَها قَلْبِي.. فَحِيْناً |
| يُنِيْرُ بِهَا.. وَحِيْناً يَسْتَنِيْرُ |
| هُمَا ضِدَّان لَكِنْ فِي وِفَاقٍ |
| وفَاقَ الجَمْرِ نَادَمَهُ البَخُوْرُ |
| سَمِيْرَ الشِّعْرِ عَفوَكَ يَا سَمِيْرُ |
| حُقُوْلُ قَرِيحَتِي ظَمْيَاءُ بُوْرُ |
| فَطُوْلُ تَغَرُّبٍ عَنْ نبْعِ (ضَادٍ) |
| يَبُلُّ بِهِِ حُشاشَتَهُ الحَسيْرُ (3) |
| أضَرَّ بجَرْسِ حُنْجُرَةٍ صَدُوْحٍ |
| فَهَل لِيِبيْسِ حُنْجُرَةٍ عَذِيْرُ؟ |
| سَمِيْرَ الشِّعْرِ - لا زَعْمْاً - فُؤَادِي |
| وَقَدْ خَضَّبْتَهُ حُبًّا شَكُوْرُ |
| نَسَجْتَ مِنَ الرَّفيْفِ لَهُ وِشَاحاً |
| حَوَاشِيهِ الجَدَاوِلُ والزُّهُوْرُ (4) |
| أتانِي وَالجَفَافُ يُشِلُّ عُشِْبي |
| فَضَاحَكَني القُرُنْفُلُ والغَدِيْرُ |
| لَبِسْتُ وَكَانَ مِنْ حَسَكٍ قَمِيْصِي |
| فَدَثَّرَني الزُّبُرْجُدُ وَالحَرِيْرُ |
| وَلَوْلا أنَّ لِي وَطَناً سَجِيْناً |
| يَدُوْرُ عَلَيهِ حَوْلَ السُّوْرِ سُوْرُ |
| وَأَهْلاً لا يُسَامِرُهُم أَمَانٌ |
| وَرَوْضَاً لا يَمُرُّ بِهِ العَبِيْرُ |
| نَصَبتُ عَلىَ ضِفَافِ اللَّيلِ تَخْتاً |
| بِهِ يَنْسَى رَزَانَتَهُ الوَقُوْرُ |
| بَلَى.. لَطَمَتْ حَنَاجِرهَا الأَغَانِي |
| وشَقَّتْ زَيْقَ عَفَّتِهَا الخُدُوْرُ (5) |
| وَسَدَّتْ بَابَها خَجَلاً شُمُوْسٌ |
| وَفَرَّتْ مَن هَوَادِجِهَا بُدُوْرُ |
| وَأَغمَضَتِ الحُقُوْلُ الُعشْبَ لَمَّا |
| تَعَطَّلَ في اليَنَابِيْعِ الخَرِيْرُ |
| رأتْ وَطَناً يُسَاقُ إِلَى جَدِيْدٍ |
| مَنَ البَلْوَى تُحِيقُ بِهِ الشُّرُوْرُ |
| وَدِجلَةَ - غَادَةَ الأَنْهَارِ - تُسْبَى |
| يَعِيْثُ بِهَا الغُزَاةُ وَلا مُجِيْرُ |
| فَلَو أنَّ النَّخِيلَ - الشَّعْبَ - حُرٌّ |
| طلِيقُ السَّعفِ لَم يَسْجُنْهُ جُوْرُ |
| لَمَا وَلَغَتْ بِدِجلَتهِ ذَئابٌ |
| ولا رَاعَتْ عُيُونَ مَهَا جُسُوْرُ (6) |
| أَذَلَّهُمَا بِسَوطِ القَهرِ طَاغٍ |
| خَلائِقُهُ الحَمَاقَةُ وَالغُرُوْرُ |
| وَجَلاَّدُوْن لم ينبِض بِعِرْقٍ |
| لَهُم مَا طَالَتِ البَلوَى شُعُوْرُ |
| (أَشاوِسُ) في الوَعِيْدِ وَيَوْمَ غَزوٍ |
| فَجِرْذانٌ تَضِيْقُ بِهِم جُحُوْرُ (7) |
| تَنَمَّرَتِ الخِرَافُ على حَبِيْسٍ |
| غَدَاةَ تَخَرَّفَتْ فِيه النُّمُوْرُ (8) |
| وَمَا جَنَحَ الشِّرَاعُ بِنَا وَلَكِنْ |
| رَبَابِنَةُ السَّفِينَةِ لا العَشِيْرُ |
| ولا كَانَ الطَّرِيْقُ ضَرِيرَ شَمْسٍ |
| وَلِكِنَّ الدَّليْلَ هُوَ الضَّرِيْرُ |
| رَأَى تِبْراً فَأَغْمَضَ عَيْنَ عَقْلٍ |
| و(كُرْسِيًّا) فَزَاغَ بِهِ الضَّمِيْرُ (9) |
| على ريشٍ يَسيْرُ وَكانَ يَوْماً |
| يَعِزُّ عَلَيهِ في الكُوْخِ الحَصِيْرُ |
| كَفَرْتُ بنعمَةِ التَّحرِيْرِ يَأتي |
| بِهَا وَحْشٌ ومُرتَزِقٌ أَجِيْرُ |
| إذا أُسِرَ الذِّمَارُ فَكلُّ أُنْثَى |
| بِهِ أَمَةٌ وَكُلُّ فَتَىً أَسِيْرُ (10) |
| أدُجِّنتِ الكَرَامةُ؟ أيُّ عِزٍّ |
| لأَرْضِ النَّخْلِ يَحكُمُها سَفِيرُ؟ |
| مَشَيْنَاهَا (وَمَا كُتِبَتْ عَلَيْنَا) |
| بَرِيءٌ مِنْ تَخاذُلِنَا القَدِيْرُ (11) |
| وَلِي عُذْرِِي إذا يَبِسَتْ حُرُوْفِي |
| عَلَى شَفَتِي وَجَفَّ صَدَىً أَثِيرُ |
| تقَرَّحَتِ الرَّبَابَةُ.. وَالمَرَايَا |
| مُقَرَّحَةٌ.. وَخُبْزِي والنَّمِِيْرُ |
| أَيُغوِي سَعْفُهُ المَحرُوْقُ طَيْراً |
| نَخيلٌ؟ والعَصَافِيْرَ القُبُوْرُ؟ |
| هَرَبْتُ إليْهِ مِنِّي بَعْدَ عَشْرٍ |
| وَنِصْفِ العَشْرِ فَارَقَها الحُبُورُ |
| رَأَيْتُ النَّخْلَ - مِثْلَ - بَنِيْهِ - يَبْكِي |
| فَيَمْسَحُ دَمْعَ سَعْفَتِهِ الهَجِيْرُ |