أثر الغناء على الشعر
|
(الغناء بقية خواطر النفس التي عجز عن إبرازها اللسان، فأبرزتها الألحان فهو أفصح الناطقين لساناً، وأوسعهم بياناً، وأسرعهم نفاذاً إلى القلوب وامتزاجاً بالنفوس، واستيلاء على العقول، وأخذاً بمجامع الأفئدة).. (النظرات للمنفلوطي)
وعندي أن الشعر الجيد لا يحتاج إلى الكثير من الزينة أو التلميع حتى يعلق في القلب، وأرى أن الألحان لا تضيف شيئاً للقصيدة (الجيّدة) بل قد تسيء إليها، وهذا ما جرى للذائقة الشعرية، إذ اعتادت الأذن سماع الشعر ممتزجا ب(نغم موسيقي) وبواسطة صوت جميل، ففقدت الأذن حساسيتها للشعر مجرداً كما كُتب، فانقطع الاتصال عن القلب، فلم يعد مقياس: (الشعر الذي لم يهزك عند سماعه ليس بشعر)، صالحا هذه الأيام!
أتحدث عن عامة الناس، الذين فقدوا إحساسهم بجمال الكلمة فإن استمع لها أحدهم ملحنة اهتز (رأسه) طرباً لها، فتجاوب القلب وبقية الأعضاء تلبية لنداء مركز التحكم، وإن جاءته مجردة نقيّة لم تحرك فيه ساكنا!
الغناء صوت وموسيقى بداية ووسطا ونهاية وما الكلمة فيه إلا عنصر غير ذي أهمية (كبيرة)، ولا أعني هنا الإشارة لتدهور الكلمة في الأغاني الحالية لكن المقصود هو قلة وربما انعدام تذوق الشعر عند عامة الناس حتى فقدوا الإحساس بالكلمة فما عادوا يشعرون بقيمة الجيّد منها إلا ملحناً، أما ما وصل إليه الشعر المُغنى فهي نتيجة حتمية لتدخل النغم وتطاوله على السيّد الشعر فأمرضهما!.
خالد أحمد الشويكان-المدينة المنورة
khalidahmed@gawab.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|