حكايات
وسم على أديم الزمن!
محمد بن أحمد الشدي
|
في البداية أخذني هذا العنوان الجميل، ثم تسلمت نسخة من كتاب معالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر الجزء الرابع (الطبعة الأولى)، وهو بعنوان (وسم على أديم الزمن). يتناول الكتاب لمحات من الذكريات في مكة المكرمة. والكتاب من الحجم المتوسط، ويقع في (501) صفحات، ويتحدث معالي الدكتور الخويطر عن حياته في مكة المكرمة بعد أن انتقل إليها من عنيزة مسقط رأسه، وملامح العيش في مكة والدراسة، وما مر به، راسما صورة متكاملة عنه وعن المجتمع المكي الذي عاش فيه وتحولات المجتمع، وما حدث فيه من جراء الحرب العالمية الثانية التي رغم بعدها كان لصداها أثر في حياتنا جميعا على وجه هذه البسيطة!!.
كما يتناول هذا الجزء لمحة عما كان عليه السفر في تلك الأيام بين نجد والحجاز، وما كانت عليه الطرق، وأهمية السائقين في بدع خطوط السير في الصحراء، والحقبة التي شهدت الانتقال من السفر بالجمال إلى السفر بالسيارات وتغير أساليب الحياة.
ويتناول الجزء أيضا لمحة عما كان مقبولا في ذلك الزمن وما كان مرفوضا.. وما كان معروفا في مكة وما كان مجهولا في عنيزة.. كما يتضمن الكتاب الكثير من الوثائق والصور التي جمعها المؤلف خلال تلك الفترة.. والكتاب أيضا سفر شيق يقدمه معاليه بأسلوبه الخاص.
ولقد ذكرني ما ذكره مؤلفنا العزيز بما كان يحدثنا به والدي رحمه الله الذي عاصر تلك الفترة التي أقام فيها والد الدكتور الخويطر الشيخ عبدالله الخويطر رحمه الله في مكة المكرمة حرسها الله وكان والدي يراه في حلقة سماحة الشيخ عبدالله بن حميد في المسجد الحرام.. كانت فترة مزدهرة بالعلم وأهله، وكان هناك المشايخ: عبدالظاهر أبوالسمح والد الأستاذ الكاتب عبدالله أبوالسمح، والشيخ عبدالله الخليفي، والشيخ عبدالله خياط، والشيخ صالح العشماوي والد شاعرنا القدير الدكتور عبدالرحمن العشماوي، ومعالي الشيخ ناصر بن حمد الراشد، وغيرهم الكثير من كبار الساسة وأهل العلم، وأعداد من المثقفين والمدرسين، خاصة إذا انتقلت الدولة إلى المنطقة الغربية فهناك: معالي الأستاذ محمد سرور الصبان ومعالي الأستاذ عبدالله بن عدوان والأستاذ محمد حسين زيدان، وعبدالوهاب ابراهيم آشي والد أخينا المهندس أحمد آشي، ورجالات الدولة من مختلف الطبقات والمناصب مثل: كُتّاب جريدة أم القرى وفي مقدمتهم معالي الشيخ يوسف ياسين رئيس تحرير أم القرى آنذاك. كان الناس يعرف بعضهم البعض. أهل شعب عامر وجرول وسوق الليل وأجياد يعرفون بعضهم ويجتمعون ويتسامرون في المقاهي بعد انتشارها في مكة.. لقد ذكرني معالي الدكتور الخويطر من خلال هذا الإصدار، وغيره بالذكريات الجميلة في مكة حرسها الله وسجل في هذا الكتاب التراث الذي كاد أن ينسى بل وأدخله التاريخ المكتوب والمدون.
وفقه الله وقواه ليكمل هذا الشوط الجميل.. وشكراً جزيلاً لأستاذنا الدكتور عبدالعزيز على الجهد والإهداء.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
