الفن التشكيلي للثقافية: هؤلاء كافأتهم بالنجاح وهؤلاء كافؤوني بالإساءة محمد المنيف
|
*حوار المحرر التشكيلي:
بعد عمر تجاوز الثلاثين عاماً تحقق له فيها الكثير من النجاح والتميز والحضور المحلي والعالمي معلناً منافسته للإبداعات الأخرى في سياق الزخم الثقافي وجد الفن التشكيلي نفسه متربعاً على قمة هرم تلك المنافسة بجدارة وأصبح له حظ وافر من الاهتمام الإعلامي فمنح صفحات خاصة في أهم وأكثر الصحف انتشاراً لا يشاركه فيها أي فن آخر فأخذت تلك الصفحات تتابع تحركاته ونشاطاته في كل مكان إضافة إلى ما تم من تشكيل إدارات وأقسام في عدد من المؤسسات وفي مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب فقدم له سبل التميز وأعطي حقه الكامل في دعم أبنائه ومنسوبيه ومحبيه من التشكيليين ولهذا كان علينا أن نلتقي به بعد أن أصبح ضمن وزارة الثقافة والإعلام باعتباره أحد أركان الثقافة وأحد الإبداعات التي أحدثت صدى طيباً في الساحة وحقق له جمهوراً في مختلف مناطق المملكة والخليج في هذا اللقاء كان فيه الفن التشكيلي صريحاً مستجيباً للحوار قال ما لم يكن ليقوله قبل ذلك عوداً إلى أن الوقت في السابق لم يكن مناسباً ولم يكن هناك ما يدعو لإظهار الحقائق أو كشف المستور. ونحن هنا سعداء بأن خص الثقافية بما جاء في إجاباته على أسئلتنا التي قال إن في ما قاله جزءاً من الواقع وللتاريخ التشكيلي الحق في معرفته، إذاً دعونا نبحر مع هذا الحوار مع الفن التشكيلي السعودي.
***
بعد عمر تجاوز الثلاثين عاماً تحقق له فيها الكثير من النجاح والتميز والحضور المحلي والعالمي معلناً منافسته للإبداعات الأخرى في سياق الزخم الثقافي وجد الفن التشكيلي نفسه متربعاً على قمة هرم تلك المنافسة بجدارة وأصبح له حظ وافر من الاهتمام الإعلامي فمنح صفحات خاصة في أهم وأكثر الصحف انتشاراً لا يشاركه فيها أي فن آخر فأخذت تلك الصفحات تتابع تحركاته ونشاطاته في كل مكان إضافة إلى ما تم من تشكيل إدارات وأقسام في عدد من المؤسسات وفي مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب فقدم له سبل التميز وأعطي حقه الكامل في دعم أبنائه ومنسوبيه ومحبيه من التشكيليين ولهذا كان علينا أن نلتقي به بعد أن أصبح ضمن وزارة الثقافة والإعلام باعتباره أحد أركان الثقافة وأحد الإبداعات التي أحدثت صدى طيباً في الساحة وحقق له جمهوراً في مختلف مناطق المملكة والخليج في هذا اللقاء كان فيه الفن التشكيلي صريحاً مستجيباً للحوار قال ما لم يكن ليقوله قبل ذلك عوداً إلى أن الوقت في السابق لم يكن مناسباً ولم يكن هناك ما يدعو لإظهار الحقائق أو كشف المستور. ونحن هنا سعداء بأن خص الثقافية بما جاء في إجاباته على أسئلتنا التي قال إن في ما قاله جزءاً من الواقع وللتاريخ التشكيلي الحق في معرفته، إذاً دعونا نبحر مع هذا الحوار مع الفن التشكيلي السعودي.
* البداية والولادة والمنشأ؟
ولدت مع وجود البشرية على وجه الأرض وامتدت علاقتي بالإنسان في مختلف مراحل تطوره الذهني والحضاري ولن أدخل في تفاصيل ما كان عليه أجدادي سابقاً فالحضارات القائمة والمتاحف جديرة بإقناعكم أما عن ولادتي في المملكة فقد كانت ضمن مراحل النمو في مختلف مناحي الحياة التي عاشها أبناء هذا الوطن الغالي ولكن اكتشافي لحقيقتي ومعرفتي بأهميتي في حياة الناس كان في حدود ضيقة جداً وبمستوى يتناسب مع تلك الظروف إلى أن جاء من يعطيني مكانتي ويقدر أهميتي في بناء الحضارة التي شهدتها بلادنا.
* من تعني بمن أعطاك الأهمية ؟
هم أولئك الذين وهبت لهم من الله عز وجل وأخذوا بالتعامل مع إرشاداتي وتوجيهاتي في كيفية استلهام الجمال في حياتهم ومن ثم صياغة هذا الجمال في صور وأشكال سميت باسمي منها الرسم والنحت وخلافها.
* ولكن هذا لا يكفي فقدراتهم كما نعرف في تلك الفترة لم تكن بحجم متطلباتك؟
نعم هذه حقيقة إلا أن هناك تحرك جميل أحب أن لا يخلو منه تاريخي ومسيرتي مع أنه لم يزل غير مفعل بالمستوى المأمول وهو إدراج مادة في مناهج التعليم تسمى التربية الفنية أشعر أن ما يتم القيام به من خلالها لا يتعدى حدود التسلية فكل من على الأرض الآن متعلمون وسبق لهم أخذ تلك المادة إلا أنهم يجهلون من أنا وما علاقتي بتلك المادة، المهم الأمر تطور ووجدت نفسي أسير دون تحديد وجهة معينة مع ما أسمعه من أخبار وما يصلني من رسائل من أمثالي من الفنون التشكيلية في العالم وفي العالم العربي والخليج تشعرني بأن لديهم من يحتضنهم فكنت وقتها أتألم كثيراً (ما علينا) دعني أختصر لك المسافة والوقت فأنا أيضا مشغول بالتفكير بما سيحدث لي بعد انتقالي إلى وزارة الثقافة والإعلام، أعود للحكاية فقد كنت كما أشرت أسير دون هدف ففوجئت بأن هناك حركة غير طبيعية أو معهودة من قبل فإذا بي في عالم جديد من سبل الراحة والاهتمام، أوراق جميلة وعناوين تحمل اسم مؤسسة حكومية ومكاتب وأناس يحملوني على الأكف وأسماء جديدة وكثيرة بدأت في الانتماء إلي وتتصف بصفتي فهناك الفنان التشكيلي فلان وهنا الفنانة التشكيلية فلانة أشياء جميلة ورائعة.
* المهم هذا الأمر نعرفه ويعرفه أبناؤك التشكيليون لكن ماذا بعد هذا الاهتمام والاحتواء؟
سارت الأمور كما أحب ووجدت العناية وحققت التواجد بالطبع كل ذلك بجهود أبنائي المبدعين ووجدت نفسي مشهوراً يُكتب عني في الصحف وتنشر لوحاتي ومنحوتاتي بأسماء أبنائي الرائعين دائما وسافرت إلى دول عربية وأجنبية وشاهدت الكثير من كبار المسؤولين يمعنون النظر في ما يعرض من أعمال ولم ينتهِ بي الأمر إلى هذا الحد بل أصبحت متواجدا في كثير من منازل رجال الأعمال وعامة الناس والمؤسسات الكبيرة.
* كل هذا أيضا نعرفه لكن دعنا من الحديث عن تاريخك الحافل ولئلا توصف بالنرجسية مثل كثير من أبنائك دعنا ننتقل إلى الأمور الأخرى؟
ماذا تعني بالأمور الأخرى فأنا كيان قائم لا يمكن أن يؤثر بي أي خزعبلات أو مشاغبات أو عقوق.
* إذاً أنت تعرف ما نبحث عنه؟
بالطبع فقد قرأت الكثير في مقالات الكتاب والنقاد التشكيليين وأنا اعتز بكل ما قدموه من دفاع عني وهذا يكفي.
* ماذا تعني بالعقوق والخزعبلات ؟
أنت تدفعني لنبش الجروح فالكثير من التشكيليين أبناء بررة يقومون بما عليهم من واجبات تجاهي وتجاه سمعتي.
* المسألة فيها عقوق وسمعة وخزعبلات الظاهر انك تحمل الكثير في قلبك.؟
قبل أن يجيب ضيفنا (الفن التشكيلي) شاهدت في عينيه دموعاً ترفض البوح فأشفقت عليه وحاولت أن أنهي اللقاء إلا أنه تابع الحديث قائلاً: لا يختلف اثنان على أن أي أسرة يخرج منها الصالح والطالح وأنا ولله الحمد لدي الكثير من الأبناء على مستوى المملكة ولهذا فالعاق منهم لا يشكل خطرا على وجودي في الحياة الا انه يثير في داخلي غصة حينما أراه يسيء إليّ وإلى تاريخي ويتكئ على كتفي لتحقيق مصالحه كما أعترف لك انني قد أخطأت في تربية الكثير منهم بتدليلهم وقبول اخطائهم مع انهم لا يمثلون المستوى الذي انشده ومع ذلك لبسوا عباءة الغرور واصبحوا يتعالون بجهل وجهالة لمجرد انتسابهم لي، وهذه جريمة في حقي وحق التاريخ التشكيلي، فأبناء عمومتهم أمثال دافنشي ورابرانت لم يقل أحدهم يوما انه فنان كبير.
* أشعر بمدى الألم الكبير الذي تحمله، لن أقاطعك وأتمنى أن لا نهمل أي جانب أساء إليك؟
ابني الفاضل من المؤسف أن لحظات السعادة اقل من لحظات الشقاء ولك أن تقيس عليها الجوانب الاخرى فما قدم لي من دعم كبير لا يمكن أن ينسيني موقفاً خاطئاً يبدر من أحد أبنائي ومن المؤسف أن هناك الكثير من المواقف والممارسات يقوم بها البعض دون تورع أو اهتمام بما أعنيه في بناء الحضارة وفي الارتقاء بالذائقة كما أنني لا أحب أن أكون مجرد جسر لعبور الفاشلين الباحثين عن إكمال نقصهم.
ابني العزيز لقد امتهنني الكثير من زملائك بأخذي وعرضي في أماكن لا تليق بمكانتي من أجل دعوات تحقق مآربهم متقربين بي لتحقيق مصالحهم الخاصة فأصبحت أرى أعمالاً وأسماء لا يمكن أن أقبل انتسابها إلي ووضعت أعمالي الفنية بشكل لا يليق بها ولا بسمعتي.
* هذه أمور بسيطة فالزمن كفيل بنسيانها أليس كذلك لكن عجيب صبرك عليهم ولماذا لم تقم بأي عقاب تجاه تلك التصرفات؟
وهل تتوقع مني أن أعاقب أبنائي ثم أن هؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر (لقد أسمعت لو ناديت حيا) عليهم مهمة إكمال البيت مع ما كتب وأشير إليه عبر العديد من المقالات إضافة إلى ابتعاد الكثير من أبنائي الصالحين عن هؤلاء ورغم ذلك لم يفهموا الإشارة.
* أتمنى أن يتسع صدرك وتنسى تلك المواقف فالساحة كفيلة بأن تنجب أبناء أوفياء.
أتمنى ذلك ولكن ألا ترى أن عليكم تنظيف الساحة من الشوائب ولماذا لا تبادرون بنصح أشقائكم فما يحدث يحزنني كثيراً لماذا أصبحتم منقسمين ولماذا أصبح بعضكم يأكل لحم أخيه إنني أرى الكثير من المواقف المحزنة دون القدرة على التغيير فإن لم يكن لديكم القدرة فكيف تطالبوني بهذا الفعل.
* أعتقد أنك تبالغ في موضوع العلاقات ألا ترى الفنانين يلتقون بعضهم البعض بالأحضان والابتسامات والعبارات الجميلة التي تتجاوز المعهود إلى خطوط عبارات الغزل من فرط المحبة؟
ابني العزيز لا أظنك تتحدث بصدق مع تقديري لك ولمواقفك المشرفة معي ولكن أرجو أن لا تغالط الحقيقة التي تعرفها تماما أنت وغيرك من كتاب الساحة ودعني أذكرك بهم مع تقديري الكبير لهم أمثال الفنان الناقد عبد الرحمن السليمان والفنان الناقد علي ناجع والفنان الناقد أحمد منشي والفنان أحمد فلمبان والأستاذ محمد الخربوش وغيرهم من الكتاب الصادقين فأنتم أكثر الفنانين الداعمين لي بأقلامكم مما أوجد لكم فئة معادية تشعر بالغيرة والامتعاض من تميزكم ونجاحكم في هذا المسار المهم مع ما تقدمونه من مساهمات أخرى فأصبحوا في حال من عدم الاستقرار النفسي نتج عنه محاولاتهم لإحباطكم بالنميمة والغيبة والتقليل من جهودكم في المجالس والمقاهي دون أن يواجهوا طرحكم مباشرة عبر الصحف وهي الميادين المفتوحة التي تقفون فيها بشجاعة يدعمكم فيها الصادقين وهم الاكثرية هؤلاء هم من يستقبلونكم بالأحضان ويطعنوكم في الظهر فأعادوا لنا قصة هابيل وقابيل. أرجوك دعني من الحديث عن هذه الفئات.
* إذاً لنعود للحديث عن ما تتوقع أن تكون عليه في مستقبل الأيام؟
أنا متفائل جداً مع أن الكثير من الفعاليات أتوقع تراجعها أو إلغاءها هذا توقع وليس خبر أو تصريح مني ولكنني أستشعر القادم فالمعارض السابقة التي تقيمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لها أهداف مرتبطة بانشطة الأندية وبعلاقة الرئاسة بمكاتبها في المناطق ولهذا أصبح هناك العديد من المعارض من ابرزها معرض الفن السعودي المعاصر الوحيد المختلف في الاسم عن بقية المعارض لهذا فالايام القادمة سيكون فيها آلية جديدة اتمنى أن تحقق الرغبات خصوصا أن الساحة مليئة بالمبدعين ولدي الكثير من الاجيال وهذا عبء كبير اذا لم تحسن الإدارة التي ستقوم على الاهتمام بي ودعمي بوضع خطط شاملة تغطي رغبات الاجيال كما ارى أن الايام القادمة وفي حال تراجع عدد المعارض سيكون الدور على التشكيليين وهنا تبرز القدرات الفردية في المساهمة في المسيرة عكس ما كان يتم القيام به من قبل بعض الفنانين بالمشاركات فقط وبعدد محدود من الاعمال.
* تطرقت للأقلام والمقالات وحددتها في أسماء تشكيلية ماذا عن الأدباء والكتاب هل لهم دور في دعمك؟
قبل الحديث عن الأدباء أود أن الفت نظرك بان ليس كل من كتب باسم الفن التشكيلي حقق شيئاً من الدعم أو أسهم في التعريف بوجودي بقدر ما يخجلني من يكتب خزعبلات لا طائل منها ويذيلها باسمه وبعبارة لا تدلل على انه فنان تشكيلي فما يكتبه لا يمكن تصنيفه من بين الأقلام المعروفة في الادب والنقد أو معرفة ما يدعوا له أو يتحدث عنه بفلسفات وعبارات تدل على خلو وفاض كاتبها ومن المؤسف أن يدعي كل من كتب مقالة غير مكتملة النمو انه ناقد ومحلل وباحث في الفن التشكيلي فأصبحوا يتاجرون باسمي وصفتي أمام الآخرين الذين جعلوا من هؤلاء مجال للتهكم .
أما الأدباء والكتاب فالعلاقة بيني وبينهم شبه معدومة وكأني لست شقيقا لهم في رحم الثقافة إلا من بعضهم وهم قلة جداً.
انتهى اللقاء مع أن هناك الكثير من الإجابات التي لا تتسع المساحة لنشرها ويعرفها الكثير.
monif@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|