مهاجر تمخر الأعوام في كبدي |
وغربتي خيمة مشدودة الوتد |
من ألف عام وأوهامي تسافر بي |
أعدو وحيداً وخيباتي بلا عدد |
طوّفت في مشرق الدنيا ومغربها |
فما خرجت بغير الزيف من بلد |
كم ردّد البلبل الصداح أغنيتي |
لبسمة الفجر في إغفاءة الورد |
ورجّعت شفة الأيام نغمتها |
ريانة مثل شدو الطائر الغرد |
حتى سرت في ضمير البيد ملهمة |
رمل القفار اخضرار الدرب بالوعد |
عينان من أملٍ حلو ومن ألم |
بوابتان أطلا في فضاء غدي |
تهدهدان غراساً في الضمير نمت |
باتت تهددها الأنواء بالصرد |
وتفرشان طريقي بالأمان وتدفعان |
عن روح عزمي سورة الكمد |
كم خافقٍ بالهوى الملتاث أقلقه |
سير الليالي نديم الحزن والسهد |
مذبذبٍ في زمان الزيف تسكبه |
حلاوة القرب لحنا في فم البعد |
يا ساعة الوصل والأشواق تهزأ بي |
ردي الحياة لأحلامي ولا تندي |
رحماك أقلقني برد النوى فعسى |
من كان أرقني بالهجر مفتقدي |
لو ذاق مر الجوى لم يشجه أرقي |
وما استلذ النوى لو هزه وجدي |
رحماك يا ساعة بالعمر أحسبها |
فاشتعلي في صقيع العمر واتقدي |