(الحزام) أسطورة الرواية وجمال التراث
|
هل قرأت رواية الحزام لكاتبها الأستاذ أحمد أبو دهمان؟
إذا كانت الإجابة نعم فتكفيني (نعم)، وإذا كانت الإجابة (لا) فأنت لم تقرأ رواية قط.
عندما نتحدث عن رواية الحزام التي ترجمت إلى أكثر من أربع لغات عالمية فإننا نتكلم عن الإبداع المتقن الذي صاغه الكاتب بأسلوبه المتميز، وقد تمكن أيضاً من أن يجعل القارئ مبدعاً في قراءته وجعله يتلذذ بالقراءة الجميلة لتلك الرواية، ولا عجب أن تترجم الرواية إلى لغات أجنبية رغم اختلاف العادات والتقاليد والأعراف... الجمال الزماني والمكاني الذي اختاره الكاتب لروايته جعل من التراث صناعة لقيم الإنسان وأخلاقياته وجعل من المكان لوحة جميلة وفريدة حيث زخات المطر الصاعدة، كما وصفها لنا الكاتب، ولو تحدثت عن الجمال التعبيري والوصفي الذي ينساب في مفردات وجمل الرواية السحرية التي جعلت من أسلوب السرد المحكم جمالاً آخر واتقاناً وإبداعاً فاق كل وصف.
الحزام تلك الرواية التي حاصرت الزمان والمكان بالجمال وحاصر الفقر شخصياتها الأسطورية، وكيف أن الطموح الخجول الذي بدأ من أطراف القرية الصغيرة نحو المدينة بدأ يتسرب إلى قلب (حزام) وصحبته كما يتسرب النور إلى خلايا الظلام الذي لف قريتهم التي احتضنتها الجبال والسهول.
لقد تفرد الكاتب الأستاذ أحمد أبو دهمان بأسلوب جميل، فبمجرد قراءتك للسطور الأولى من الرواية يجبرك على إكمال الرواية إلى نهايتها التي تمنيت أن لم يكن لها نهاية، ولكن لكل شيء نهاية، وقد بدأ الكاتب روايته بشيء جميل لم يرد في أي رواية من قبل وهو ما أسميته (رواية النسب) فذكر الكاتب نسبه كاملاً في بداية الرواية مما زاد من قوة الرواية وجمالها، فحينما يقول كاتب ما أنا فلان ابن فلان ابن فلان إلى الجد الأخير يجعلك ذلك تشعر بأن هناك شيئاً مرتبطاً بالنسب المذكور، وكان ذلك حقيقياً في الرواية، فنسبه ارتبط بقريته وتراثها وعاداتها، وارتبط كذلك بحقبة زمنية مضت لطالما تمنيت أن أغمض عيني وأقفل النوافذ والأبواب وأبحر في بحر خيالي بأنني أنا من عاش تلك الفترة الزمنية.
بقي أن أنوه بأن ما تدور حوله رواية الحزام التي ذكرتنا بتراث جميل عاشه الآباء والأجداد هو أن التراث قد تجدد عبقه في هذه الرواية، وأن الذاكرة لا زالت حية، وأن الحزن على ذلك التراث الجميل الذي اندثر مع أنوار المدينة ومصانعها لا زال يقبع في عمق الذاكرة وفي وسط القلوب.
رسالة:
إلى كل أعداء الجمال الذين حاولوا تشويه رواية الحزام بكتاباتهم غير المنطقية أقول لكم: شكراً، فما زدتم الرواية إلا انتشاراً، فالقارئ لديه القدرة على التمييز بين ما قلتم أنتم وما قالته الرواية.
أحمد سعفة
Q1Q1@UAE.US
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|