| البدلي..والأيام
|
لم يضف على نفسه هالة زائفة كما يفعل غيره من بعض الأكاديميين، كان بسيطاً بساطة العلماء وكان عالماً ذا بسطة في العلم، ذلكم هو الدكتور أحمد البدلي والذي ترجل مؤخراً عن كرسي الاستاذ الجامعي، فكرمت (الثقافية) كعادتها في تقدير من يستحق، وبما أنني أحد تلاميذ الدكتور البدلي لابد لي من كلمة وفاء تجاه هذا الرجل المحبوب والذي جمعتني به قاعات مبنى كلية الآداب في جامعة الملك سعود لدراسة اللغة الفارسية.
والحق يقال إنني لم أعشق لغة عشقي للغة الفارسية، كنت أطوف عبر فضاءات واسعة بكثير من الأحداث التي يرويها لنا البدلي عن بلاد فارس التي عشقها فنقل العدوى إلينا وكان يحرضنا على دراسة هذه اللغة البسيطة لاعتبارات عديدة وكان يتحفنا بما لذ وطاب من قطوف هذه اللغة وشعرائها ونمط الحياة الاجتماعية في تلك البلاد.
ورغم كل هذا العشق (الفارسي) إلا أن الدكتور البدلي يدرك أن ما الحب إلا للحبيب الأول، فكانت اللغة العربية هي المعيار الذي اعتمده للحكم على اللغة الفارسية وآدابها المختلفة، ولازلت أتذكر ممنوناً حينما أرشدني في سنواتي الجامعية الأولى إلى كتاب (الأيام) لطه حسين فقرأت الكتاب بأجزائه الثلاثة تلك الأيام ولم أقرأ قبل هذا الكتاب ولا بعده أجمل منه ولا سيما في السيرة الذاتية..
وها هي الأيام تتوالى وتمر الأيام والشهور والأعوام ليس على طه حسين وحده، بل على الجميع، وتشمل استاذنا القدير البدلي والذي ترك جامعته التي عشقها حتى الثمالة متقاعداً ليس قاعداً عن البحث والتأليف والقراءة، فمن هو في مثل صفاته لا يقعد ولا يغتر..
لقد اشتقنا لأوراقك الفارسية يا دكتورنا العزيز..
آن الأوان أن تتحفنا وانت في أحلى سنين عمرك وأنضجها بما لم تستطع اتحافنا به أيام الركض الأكاديمي .. هذا هو رجاؤنا وهو رجاء المحب المقدر..
شكراً .. د. البدلي نقولها باسم تلاميذك الذين أصبحوا الآن اساتذة شكراً.. باسم الأيام الجميلة التي أمتعتنا بها في قاعات الدروس..
شكراً من الأعماق نقولها للمخلصين أمثالك وحياة سعيدة وموفقة إن شاء الله... وشكراً أخيراً لجزيرة الوفاء ووفاء أهالي الجزيرة.. فأديبنا الأستاذ إبراهيم التركي .. ربَّان الثقافية قد عودنا على الوفاء مع الرموز الأدبية والوفاء طبع وليس تطبعاً فاقد الشيء لا يعطيه.
منيف خضير رفحاء
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
