اتجاهات فواز أبو نيان
|
كتابات ذاتية جداً
الكتابة الذاتية ليست سيئة إن وُظِّفت توظيفاً صحيحاً، ولكن هناك كتابات ذاتية جداً لا تفيد القراء بشيء، وينزعج منها كل مَن يطلع عليها.. ومن ذلك ما يكتبه البعض عن مرضه وزوَّاره من علية القوم وشكره للأطباء.
وقد عبَّر الكاتب فهمي هويدي عن استيائه من مثل هذه الكتابات الذاتية جداً.. وقال: إنه يشعر بالحسرة كلما صادف مقالاً كهذا، وكذلك الصور العديدة التي تنشر لبعض رؤساء التحرير في صحفهم.. وأشار إلى أنه أحصى 27 صورة لرئيس تحرير وهو يرحِّب بضيوفه!! لكن هويدي أكَّد أن الصحافة العربية لم تعدم أناساً ما زالوا قابضين على أصول المهنة وتقاليدها؛ مثل أنسى الحاج رئيس تحرير (النهار)، الذي أمضى أحد عشر عاماً في منصبه لم ينشر خلالها مقالاً باسمه!!
فن إضاعة الفرص!!
يبدو أننا أمة تبدع في إضاعة الفرص.. وآخرها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الأكثر شهرة وجاذبية لعشاق الكتاب على مستوى العالم.
هذا ما يراه الشاعر فاروق جويدة الذي أبدى حزنه لضياع الفرصة في أكتوبر الماضي.. وتساءل: كيف عجزت الدول العربية مجتمعة ومن خلال جامعتها العريقة على أن تجمع ثلاثة ملايين دولار للإنفاق على المشاركة العربية في ذلك المعرض الدولي الكبير!!
وقال: كانت فرصة لتقديم صورة تليق بنا، نقدم من خلالها الإسلام بصورته الصحيحة، بعيداً عن التشنج والتطرف ورفض الآخر. كانت فرصة لأن نقول للعالم: إننا لا نعادي الحضارة، ونأخذ منها ما يناسب ظروفنا ومكوناتنا التاريخية والأخلاقية، وإننا نؤمن بالحوار كوسيلة للتفاهم والتقارب بين الشعوب.
أيامنا الحلوة
الكلمة الساخرة الضاحكة باتت مطلوبة الآن بعد أن طغت أخبار القتل والدمار والخراب على أي شيء.. وتحولت حياة أناس كثيرين إلى حزن دائم بسبب توالي الأحداث المؤسفة.. وقد حاولت جريدة (الأهرام) العريقة أن تعيد الزمن الجميل، زمن الفرح.. زمن الكلمة العذبة.. والكتابة الحافلة بالمرح.. والمعبأة بالطرافة.. فخصصت ملحقاً منذ ثلاث سنوات أسمته: (أيامنا الحلوة)، ضم حشداً من الكتاب الساخرين.. ورسامي الكاريكاتير المبدعين.. لكن توالي الأحداث المؤلمة في أنحاء العالم.. والاتجاه نحو العنف أجبرها على التراجع فانكمش الملحق الجميل.. وبقي محصوراً في صفحتين.. وغابت عنه عناصر عديدة صنعت جماله.. وتألقه.. وحضوره..
ضياع مكتبات المشاهير
في الزمن الماضي كان التواصل بين عشاق الأدب من الشباب والأدباء الكبار مستمراً.. وحتى بعد رحيل كبار الأدباء في العالم العربي بسنوات قليلة كان هناك تواصل بين الأدباء الشباب والقائمين بالإشراف على مكتبات كبار الأدباء.. ولكن دوام الحال من المحال.. فقد انقطعت الصلة.. وأصبحت مكتبات مشاهير الأدب العربي مهجورة معزولة لا يؤمها أحد.. بل إن القوارض بدأت عملها الدؤوب في بعثرة الكتب وتمزيقها.. وأكلها!! وقد نشرت مجلة المجلة تحقيقاً أصاب عشاق الأدب بالذهول، ورد فيه أن (الفئران) تأكل مكتبات طه حسين والعقاد!!
مرض لا علاج له!!
يحرص البعض على شراء الكتب بكميات كبيرة.. يتصفح بعضها.. وينظر في عدة صفحات ثم يضع هذه الكتب في مكتبته ولا يعود لها!!
د. عبدالواحد الحميد أشار إلى أن البعض يجد سعادة في شراء الكتب ومتعة كبيرة.. حتى وإن لم يستفد منها بالشكل الصحيح.. ووصف ذلك بأنه مرض اقتناء الكتب، وهو مرض لا علاج له!!
د. الحميد اعترف بأنه مصاب بذلك المرض، فهو يتابع المكتبات المجانية على الإنترنت.. ويشتري الكتب أثناء سفره خارج البلاد.. ويحرص على التجول في مكتبات الرياض لشراء الجديد منها!!
الغلاف.. قراءة إبداعية
غلاف الكتاب هو العنصر الأول في جذب القارئ.. لذا تحرص دور النشر على الاهتمام به.. وربما خصصت فناناً لرسم أغلفة الكتب.. فالغلاف يختزل فكرة الكتاب.. ويلفت نظر القارئ.. بعض الكتاب لا يهتمون بالغلاف ويرونه شيئاً ثانوياً، رغم أنه مدخل مهم لعالم الكتاب، ويسهم بشكل كبير في عملية تسويقه..
يقول أحمد سيانو من اتحاد الناشرين العرب في بريطانيا: إن دُور النشر في لندن تعتمد على فنانين لصناعة الأغلفة، ولهذا تأتي النتائج عظيمة.. ومسألة تصميم الغلاف ورواجه بين الناس تعود إلى ذوق الناس وثقافتهم البصرية.
عاشق الكتب يجوب المدن ماشياً!!
أصرَّ رجل فرنسي يعشق الكتب ويقتنيها من كل مكان على السفر سيراً على الأقدام من فرنسا إلى لبنان وهو يحمل بعض كتبه فوق ظهره!!
ويحاول الرجل الوصول إلى بيروت في يوم الكتاب العالمي؛ ليشارك في فعالياته، متوقعاً أنه سيحظى بمتابعة إعلامية غير مسبوقة!!
الكاتب فاضل السلطان ذكر أن المشاء الفرنسي يبدو وكأنه هبط للتو طرياً من سماء أثينا.. وخرج ساخناً من معطف سقراط مغنياً مجد الكتاب وأهله.
ولكن هذا المشاء سيجد نفسه في ساحات قد لا يسمعه فيها أحد.
لن تحتفل به الفضائيات المشغولة بحروبها التي يشعلها شخصيات خارجة من عصر ما قبل الكتاب!!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|