نقطة.وسطر صاحبي ومكافحة الحداثة؟
|
جاء صاحبي يسعى بخبر سقيم، وقد خبر من حواراتي وكتاباتي شيئا اسمه (الحداثة) معلنا قطيعة بيني وبينه، وفراقا لا تجدي معه التوسلات، وتذكيره بما كان من أمر صحبتنا التي لم يكدر صفو ودادها طيلة أعوام شيء، قلت له: ما الخبر؟ أفصح! ما السبب؟ ما بك؟ ولماذا؟ وكيف وأنى؟
قال: هذه (الحداثة سبب في انتشار الخمور والمخدرات) قلت: وقد أسقط في عقلي! من قال لك هذا؟ قال: قرأته منسوباً إلى عالم جليل يفوقك سناً وعلماً وخبرة، اسمه عدنان النحوي، وقد ألقى محاضرة حول هذا المفهوم ونشرت إحدى الصحف مضامين محاضرته!!
وما دمت تتعاطى هذه الحداثة قولاً وكتابة، فإنها القطيعة!!
قلت: تقصد تعريف أدونيس للحداثة: بأنها قطيعة مع التراث!؟ فرد ملتهباً: بلا أدونيس بلا أتوبيس!! قطيعة علاقتنا! ومضى صاحبي تاركاً لي حسرة الفراق وشكوى البعاد.
فقلت: هدى الله شيخنا العالم الكبير والناقد النحرير (النحوي)، لو علم بما قد يشيعه فهمه للحداثة من إرباك وارتباك وفوضى تشويش، في علاقتي بصاحبي لما تفوه بمقالته تلك! وتساءلت بيني وبين نفسي: ألا زلنا أسرى لهذه التقليعات، التي تختزل العقل وتستلب الفهم وتصوغ مفاهيم العامة والدهماء بلغة فصيحة؟ لنعلنها على الملأ بهذه المجانية, انه يعيدنا بهذا التسطيح إلى عهود قلنا إنها انقضت، من أمية النقاش والحوار، وأمية التعبير والتفكير، وسطوة العناوين المفخخة بخوائها، التي تغير كثيراً في أذهان الأميين من أمثال صاحبي الذي قطع فسحة تأملي وقد عاد..!
قلت: ما الخبر هذه المرة؟ هل قيل إن الحداثة سبب في سرقة الدراجات النارية والجوالات، أو هروب الطلاب من المدارس؟ قال: لا سأكتب مقالاً في المجلة الثقافية أطالب فيه بإنشاء مؤسسة لمكافحة الحداثة، حتى لا تنتشر الخمور والمخدرات.
المخلص
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|