| إيْهِ «عُنَيْزَةُ» مَهْدَ العِزِّ والأدَبِ |
| ومَهْبطَ المَجدِ والإلْهَام والحَسَبِ |
| أنتِ الوَفَاءُ الذي مَا زِلْتُ أذْكُرُه |
| في كُلِّ سَعْيٍ وَرِيقٍ نافِلِ الخَبَبِ |
| إنْ جُزْتُ بَحْراً أو استَهْويْتُ مُنْتَسباً |
| ففِيْكِ لِي لَذَّةُ الذِّكْرَى من العَجَبِ |
| يَا «دُرَّةً» في ثَنَاياهَا الهَوَى شَرِقَتْ |
| في مَوجِه الرُّوحُ مِن وِرْدٍ ومِن عَبَبِ |
| وَفَاؤكِ الحُرُّ يَا «فَيحَاءُ» مُعْجِزَةٌ |
| لَولا سُراها لَمَا أمْعَنْتُ في الطَّلَبِ |
| إنْ سِرْتُ يَوْماً بِلا نَجْواكِ فانتَجِعي |
| غَيْري فإنِّي أسيرُ الهَمِّ والرَّيبِ |
| أبلَى هَوَاكِ سَمَاحي في مُغَامَرَةٍ |
| يَمتَارُ منهَا سَلِيْلُ الصَّيدِ عَن كَثَبِ |
| أبْنَاؤكِ الجُودُ والإلهَامُ يَغمُرُهم |
| في مَوْرِدِ الحقِّ والإبْداع والقُربِ |
| وسَهْمُكِ الوَاردُ المَورودُ نائلُه |
| يُضْفي عليكِ جَناحَ العِزِّ والطَّرَبِ |
| إنْ كان عَرْفُكِ يَا «مَيْساءُ» مُؤتَلِقاً |
| فآلُكِ الصَّيدُ فوق الشَّمس والشُّهُبِ |
| قَومٌ إذا العِزُّ نَادى سارسِائرُهم |
| مُسْتَلْهِمَ النّيّلِ في أثْوابه القُشُبِ |
| في كُلِّ وَجهٍ لَهم شَأنٌ وبَادِرَةٌ |
| مَوْرُوثَةُ الزَّهّو في بِرِّ وفي نَسَبِ |
| فَمَا اسْتهانتّ عُراهم في مُلامَسَةٍ |
| أثِيرةِ النَّفْحِ في عَرْفٍ من الصَّبَبِ |
| يُبادرون بِمَا تَهْوَى مآثِرُهم |
| في كُلِّ سَهْمٍ طَريْرِ السَّلْمِ والسّلَبِ |
| لَولا نَداهم لَمَا اختالتْ مَلامِحُنا |
| في مَيعةِ الزَّهْوِ إلْهاماً من النُّجُبِ |
| فَهُم سُراةٌ لهم في كُلِّ نَائلةٍ |
| مَوْجٌ من الذِّكر معْمورٌ بِلا صَخَبِ |
| لا العُسْرُ يَطوي نَداهم حَيثما وَرَدُوا |
| ولا المَعَايِيرُ تُرديهم على جَلَبِ |
| فكلُّ شَهْم يُريهم مِن بَسَالتِه |
| لَوْناً مِن الأزْرِ مَورُوثاً لِخَيْرِ أبِ |
| مَوائدُ الرِّفْد في «فَيْحائِنا» ائتَلَقَتْ |
| من أُفْقها الرَّحْبِ للإنشاءِ والنَّشَبِ |
| فَالمَالُ في هِمَّةِ الأبْرار مُبْتَدَرٌ |
| يُقْري كَمَا شاءَ في غَوْثٍ وفي أرَبِ |
| لا يَنْشُزون وفي أرْدانهم شَمَمٌ |
| سَمّحٌ العَريْكةِ مَبْرورٌ بِلا لَقَبِ |
| أدْنوا بمَا ألْهَمَ الرَّحمنُ غَايَتَهم |
| فيه مِن الخير فَوقَ العِلْقِ والذَّهَبِ |
| وأبْدعُوا في حَيَاةِ النَّشءِ آصِرَةً |
| من الوَفاء بِعَطْفٍ مُلْهَمٍ حَدِبِ |
| حتّى جَرَى حُبُّهم في كلِّ جارحةٍ |
| واشْتاقتْ النَّفْسُ نَجْواهم بِلا وَصَبِ |
| فَقَد تَودَّدَ فيهم كُلُّ مُحْتَضِنٍ |
| حَفَاوَةٌ لَم تَكُن إلاَّ لِمُحْتَسِبِ |
| جَادُوا على مَن بَراه العيُّ مُنْتَجِعاً |
| في سَاحَةِ العَوْقِ والإملالِ والتَّعَبِ |
| فألْهَمُوه ابتلالاً وارفاً طَرِباً |
| وألْبَسُوه لِبَاسَ العِزِّ والغَلَبِ |