الغربال أ. د.عبد الله ابو داهش (*)
|
قال حجل بن نضلة:
جاء شقيقٌ عارضاً رُمْحَهُ
إنَّ بني عمِّك فيهم رِمَاح
قلتُ: هكذا أفضى هذا النظر بصاحبه، فدل على حال من المعرفة والوعي، إذ التجربة عند هذا الشاعر مسعفة مواتية، فالمجتمع قبلي محدود، والحياة تفيض بكثير من المشارب والأفكار، وكل إناءٍ بما فيه ينضح، ومن هنا يأتي المعنى، ويتضح المفهوم، ألا ترى مؤدى الصورة الشعرية في البيت وقد نقلت لنا المراد، هذا شقيق يصدر عن قناعة وعدم المماثلة، وتلك خلال واسعة تسكن في مجتمعه وعند عشيرته وقومه الأدنيين، فلا تقل فيهم عنه، ولا تقصر، أتراها معروفة منتشرة إنها لكذلك، ولكن غمطها عند الآخرين، وعدم معرفتها جعلت شقيقاً يتجاهلها ولا يدركها، وهو ما دعا حجل بن نضلة ليقول:
"إن بني عمِّك فيهم رماح"
نعم هذا مجتمع شقيق، وهؤلاء بنو عمه بخصالهم وشمائلهم، عندهم ما عنده، وقد يزيدون عليه، فلمَ هذا البخس؟ وهذا التجاهل، إنها صور اجتماعية لا ننكرها، بل نعلمها ونعرفها، والأولى بمن هي عنده أن يتخلص منها، فالناس أشتات، وفيهم مواهب، وغمط الناس حقوقهم منهج غير سوي ولا راشد، ولقد صدق الشاعر:
جاء شقيق عارضاً رمحه
إنّ بني عمك فيهم رماح
+++++++++++++++++++++++++++
* كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية
جامعة الملك خالد
+++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|