مقابسات على كتاب جُدة التاريخ والحياة الاجتماعية (2/1)
|
صدر هذا الكتاب في طباعة فاخرة حرص مؤلفه الاخ الاستاذ محمد صادق دياب على ان يبرز صفحاته وغلافه باللون الرمادي، فاستنفر خبراته الاعلامية والصحفية والفنية في اخراجه وتزيينه بالصور القديمة "اسود وأبيض" وبلغ عدد صفحاته 205 صفحة وقد احتوى على ثمانية فصول رئيسية تلتها "13" مذكرة عن تراثيات جدة وسأستعرض الجميع فيما يلي:
أولاً: تاريخ جدة
وقد استعرض فيه المؤلف تاريخ جدة بدءا بحقبة ما قبل الاسلام وانتهاء بانضواء جدة ضمن اقليم الحجاز تحت راية التوحيد كجزء "من الكيان الكبير" المملكة العربية السعودية.
ثانياً: أحوال السكان ومجالاتهم المهنية التقليدية
وتضمن هذا الفصل مسحا شاملا للحرف التقليدية في مدينة جدة فأتى على ذكر 59 حرفة قديمة اثبت بها المؤلف الاستاذ محمد صادق دياب انه منافس قوي للمهندس وهيب كابلي صاحب كتاب "الحرفيون في مدينة جدة".
ثالثاً: الاسواق التقليدية
وقد خصص هذا الفصل للحديث عن اسواق جدة القديمة التي كانت منا هل اساسية لتجارة جدة الداخلية وازدهارها الاقتصادي وهي تنهل مما يرفدها به البحر الاحمر من الخيرات.
رابعاً: حارات جدة القديمة
وتحدث الاستاذ المؤلف في هذا الفصل عن حارات جدة الأربع ومعالمها ومسمياتها ومن ثم ضواحي جدة التي كانت خارج السور.
خامساً: منازل جدة
وتحدث الاستاذ المؤلف في هذا الفصل عن طرق بنائها وتقسيم البيت الجداوي وأجزائه وميزاته ومواد بنائه.
سادساً: مساجد جدة
وتحدث الاستاذ المؤلف هنا عن مساجد "جوامع وزوايا" جدة القديمة وتواريخ بنائها واعمارها ومواقعها.
سابعاً: العادات والتقاليد
وفي هذا الفصل ظهر جليا ابداع الاخ محمد صادق دياب وهو يحدث القارىء عن عادات الزواج والاعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية بأسلوبه المعروف بالسهل الممتنع وببراعة لا تجارى.
الفصل الأخير
وقد احتوى على 13 مذكرة خصصها الاستاذ الفاضل محمد دياب للحديث عن تراثيات جدة في مجالات الملابس والفنون والالعاب والتعليم وقصة الماء وادباء جدة وصحافييها.. الخ.
أخطاء متناثرة
وردت في كتاب "جدة.. التاريخ والحياة الاجتماعية".
بعض الأخطاء غير المقصودة التي لا تخفى على فطنة القارىء والتي ليس لها اي تأثير على مادة الكتاب.. اوردناها في الجدول ادناه.. على امل ان يتلافاها الاستاذ المؤلف في الطبعة الثانية ان شاء الله سيما وان اكثرها له مساس بالثقافة التراثية لمدينة جدة. (أنظر الجدول)
الغواصون:
عند شرحه لأعمال الغوص في جدة القديمة على صفحة "46" ذكر الاخ الاستاذ محمد دياب ما يلي: "بحثا عن اللؤلؤ والمرجان الاسود "اليسر" الذي تصنع منه اغلى انواع السبح".
وفي حديثه عن السبحية ايضا على صفحة 52 ذكر الاستاذ محمد دياب في تعريفه بحرفة تلك الفئة قوله "وهم الذين يقومون بصناعة سبح "اليسر" "المرجان الاسود" الى آخره..
الايضاح
ان ما جاء بعاليه من تعريف "اليسر" بأنه مرجان اسود تعريف لا يمت للحقيقة العلمية بصلة وباختصار شديد ودون الدخول في متاهات الفصيلة والرتبة وما الى ذلك اقول ان اليسر حيوان بحري جو فمعوي واسمه اللاتيني Anti Patharia (وينطق انتيبا ثاريا).
ويوجد منه نوعان في البحر الاحمر.
أ يسر شجري "يشبه الشجيرات". ب يسر سوطي "يشبه السياط".
المزاورية
وفي تعريفه بمهنة هذه الفئة من رجال البحر اثبت الاستاذ الفاضل محمد دياب على الصفحة 48 ما يلي:
"المزاورية هم الذين ينقلون البضائع من السفن التجارية الى الميناء القديم" وهذا تعريف غير صحيح لمهنة المزاورية الذين يكونون عادة على ظهور البواخر التجارية الراسية في عرض البحر، ويقوم المزاورية بنقل البضائع من تلك السفن بالرافعات الى سنابيك المعادي الذين يعودون بها الى مرسى جدة "البنط" ولم ينتبه الاستاذ الفاضل محمد سليمان مناع الى هذا الخطأ ايضا فلم يشر اليه في مقالته المنشورة بجريدة البلاد بتاريخ 15/10/1423هـ في حديثه عن هذا الكتاب.. ولا تعليق.
المسحراتية صفحة 60
اورد الاستاذ محمد دياب في تعريفه للمسحراتي انه يستهل "التسحير" بقوله: اصح يا نايم وحد الدائم
وهذا نص استهلال المسحراتي الذي نسمعه من الاذاعة المصرية اما مسحراتي جدة فكان يقول:
قوم يا نايم اكسب الغنايم
قوم اذكر الحي الدايم
وقد ذكر الاخ الاستاذ محمد دياب "المسحراتي" يحيى محمد صالح رحمه الله فقال ان اسمه يحيى زويد راجح.
وفي هذا الصدد اكد لي الكاتب المبدع محمد حمود رجب والاستاذ عبد العزيز عبده مارش وهما من سكان حي المظلوم وكانت تجمعهما بالعم يحيى صلة وثيقة ان اسمه يحيى محمد صالح، اما لقب راجح الذي اشتهر به العم يحيى فلا يعني ان للعم يحيى صلة قربى بآل راجح وان كان قد نشأ وتربى في بيتهم الكائن في برحة البستاني بحارة المظلوم.
وانني اتمنى على مسحراتي جدة الحالي العم مصطفى عبد الدائم ان يفصل في هذا الامر بالنظر الى العلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بصديق عمره العم يحيى محمد صالح رحمه الله.
البقالون
في كتابه النادر الموسوم "جدة التاريخ والحياة الاجتماعية" تطرق الاخ الاستاذ محمد صادق دياب في حديثه عن "البقالون" في جدة الى بقالة الخواجة يني اوبنك الخواجة يني وأفاد على صفحة 66 ان اسرة الخواجة يني غادرت جدة في عام 1381هـ وهذا تاريخ يفتقر الى الدقة.
ورغبة مني في توثيق هذه المعلومة فقد عدت الى كتابي "سيرة جداوية" "مخطوط" والذي افردت فيه فصلا كاملا عن اسرة الخواجة دولو "الجد" وعن الخواجة يني على وجه الخصوص.. اقتطف منه ما يلي:
* الخواجة يني خريستو دولو يوناني قبرصي جمعتني به علاقة شخصية عندما عملت في شهر رمضان 1385هـ في الغرفة التجارية الصناعية يوم كانت في شارع قابل بجدة في وظيفة سكرتير اداري وقد اعتبر الخواجة يني علاقتي به امتدادا للعلاقة الحميمة التي كانت تربطه بالشيخ حامد ابو زنادة رحمه الله.
* لقد فوجئت يوما بالخواجة يني يطلب رأيي في امر بيع بقالته الى صيرفي شهير في شارع قابل بمبلغ صار خياليا بعد ان قام الخواجة يني بتحويل ارقامه من الريال السعودي الى الدراخما اليونانية، كان ذلك في شهر صفر 1386 فأشرت عليه بالتروي وذكرته بالمزايا التي يحظى بها هو ومحله في قلب السوق الكبير في جدة.. وأرصدة الثقة والمعرفة المتنامية التي تجمعه وعائلته بأسر كثيرة في جدة.. وحين لاحظت عدم اقتناعه اشرت عليه بعرض الامر على الشيخ حسن ابو العينين رحمه الله عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية آنذاك وأحد رجالاتها الفاعلين. لقد كان رأي الشيخ حسن مطابقا لرأيي.. الا ان الخواجة يني لم يهتم بالنصيحة وأتم الصفقة وربما كانت لديه مبررات اخرى لم يطلعني عليها، وجاءني مودعا وهو يمتلىء نشاطا وحيوية وتفاؤلا: وبعد ان غادر جدة انقطعت عني اخباره.
* عودة الخواجة يني: في مطلع عام 1388هـ وجمت بل ذهلت وأنا اشاهد الخواجة يني يدلف من باب مكتبي حزينا كاسف البال وقد نحل شعر رأسه وهزل بدنه وتدلت من كتفيه يدان مهزولتان.. وتدلى كرشة بعد ان فشل الحزام وحمالتا البنطال في اخفاء ما انتاب ذلك الكرش من ترهل واضح حتى غدا كبالون صغير خال من الهواء.
اقتعد الرجل كرسيا بجوار مكتبي يلتقط انفاسه. كان اول ما لاحظت عليه انه كان يدخن بشراهة وكأنه يداري ارتباكا جعلني اعتقد انه يعاني من فقدان مخزون الثقة والتفاؤل والطموح القديم.
تحدث الخواجة يني طويلا وأسهب في الحديث اليّ عن اغرب رحلة عذاب عايشها انسان عاد الى وطنه بعد اغتراب طويل في جدة. حدثني عن حنينه وهو في بلده الى جدة.. الانسان والمكان وعن صدمته ومعاناته القاسية من مرض "الغربة" وهو هناك في احضان وطنه.. وبين اهله كان حديثه يقطر ألما وينزندما.. وهو يسأل بانكسار ان كان يستطيع ان يبدأ من جديد؟ حاولت مخلصا مع العديد من الاصدقاء معاونة الخواجة يني ولكن البدانة كانت تحتاج الى مال وفير.. وقد بدد الرجل "تحويشة عمره" هناك.. وعاد الى جدة خالي الوفاض.. الا من النزر اليسير.
وأخيرا لاحت للخواجة يني فرصة عمل كمشرف سوبر ماركت افتتح حينذاك على "تقاطع طريق المدينة مع شارع فلسطين" ولكن الخواجة يني رفض العرض او بالاحرى رفض ان يبدأ حياته العملية الجديدة اجيرا.
لقد صدم الخواجة يني في وطنه اليوناني ووطنه الجداوي فقرر الرحيل دون ان يودع احدا من اصدقائه.
* المشاكلة: تحدث الاخ الاستاذ محمد دياب على صفحة 76 عما افرزته عصبيات الحارة القديمة التي كانت تعيشها احياء جدة والتي تمثلت في بروز مجموعة من الرجال في كل حي يسمونهم "المشاكلة"، وحول هذا اقول ان المشاكلة يأتون في المرتبة الثانية بعد "المطاليق" ومفردها "مطلق" وتنطبق عليهم نفس صفات المشاكلة غير ان المطاليق يتميزون عن المشاكلة بالنضوج العُمري وبالروح القيادية العالية والوجاهة والعلاقات الاجتماعية الواسعة وهم مقدمون عند شيخ الحارة "العمدة" على المشاكلة والمطاليق كانوا في البدء من المشاكلة وتضم هذه الشريحة شقاوية وافندية.
* عيد الأضحى واحتفال القيس: لقد عرف الدكتور سعيد فالح الغامدي القيس في كتابه "التراث الشعبي في القرية والمدينة". الذي صدر في عام 1405هـ بأنه احتفال غنائي نسائي وحذا حذوه اخي الاستاذ محمد صادق دياب في كتابه "جدة التاريخ والحياة الاجتماعية" الذي صدر في عام 1423هـ على صفحة 90، 91 والتمس لهما العذر فيما ذهبا اليه بالنظر لندرة المعلومات المنشورة عن هذا الفن الجمعي الجميل.
يتبع
عبد الوهاب أبو زنادة
غلاف الكتاب
صفحة الخطأ الصواب ملاحظات
عدة مرات الجذر الجزر
47 السنارة الجلب
92 برحة المظلوم برحة الكدوة عيد المظلوم
93 مراجيح مداريه
95 الزغاريد الغطاريف
123 القمقم الكمكم لعبة شعبية نسائية
133 الاصرافة الصرافة
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|