الرواية بين الهواية والاحتراف محمد المنصور الشقحاء*
|
الحديث عن الرواية في الأدب العربي السعودي يمارس وفق أهواء تلامس السطح من خلال إصدار جديد أو حوار لم نتمكن من استيعاب دلالة الأسئلة والأجوبة.
وكل الشواهد تقول إن الرواية عند منتصف القرن التاسع عشر أكثر الأنواع الأدبية ذيوعاً وانتشاراً لأن الميل للقراءة كان قد عم جميع الطبقات ،وقد ساهمت وفرة أوقات الفراغ وكان الأكثر أهمية التيار الواقعي.
وهذا أكده زمن الرواية الجديد في ساحتنا الأدبية والفكرية.
إذ استطاع كتاب بعينهم حجب الضوء عن أعمال أخرى كان تعاملنا معها قراء وكتاب جاء من باب الواجب المهني الذي يدمغ حقيقة تعاملنا العلمي مع المنجز الروائي وفق سياق تاريخي أصبحت معالمه واضحة وقد اهتمت الجامعة عندنا بدراسة هذا المنجز من خلال قيم نقدية فضفاضة تعالى بعضها على هذا المنجز وبعض منها مارس اختيار نخبوي يصطدم مع المثل العامة التي روجت لكل مذهب وفق مسارات مجالها المفتوح فكان تماثل التمثيل وعد صادق أبرز قيم المنجز الروائي الواقعي الذي يلاحق الظواهر والأحداث.
وبالتالي لم يجد من وجد السلوى في الهرب من المكان بالسفر الذي معه منحنا بعداً مزيفاً لإنسان مسافر اصطحب نفسه التي تلاحقه فأوهمنا بتعاسته واشتياقه لملذات الحياة، على حساب الهم الإنساني القائم في المكان والزمان الذي تركه في حقيبة حملها عنوة.
أمام هذه المفارقات الذهنية يلمح بين وقت وآخر قول مجاني في ساحة تم اطفاء عواميد الإضاءة فيها فكانت العتمة وكان التعامل الاستفزازي عبر الصحف وفوق منابر الثقافة الذي لا يمثل مدرسة فما يقال مجرد احتمال واه لرسم صورة مشوهة لصورة تمثل كاتباً توسد صدر ملحق ثقافي فأخذ يدلق قيئه حتى يشعر أنه موجود.
أمام هذه الحالة خرج
1 ناقد: صادر كل أعمالنا الروائية.
2 راوٍ: انتخب نفسه قائداً.
وهذه الحالات المريضة لا تؤثر في منحى التكون الفكري الأدبي لنا من خلال الارتباط الفني بمعطيات المجتمع وقيم حضارتنا التي هي رهان اقتصادي سياسي لحاضر ومستقبل أمة لم تعد لها الخصوصية لارتباطها الكوني فكانت الرواية معطى التذكر.
ونجح في هذا الاتجاه العميق الأصالة بفن الرواية أسماء نقف لهم احتراماً من خلال تفصيل كل عناصر المواجهة وتطوير التشخيص إلى الحد الأعلى وهذا لا يملكه كل من كتب نصاً وإذا بعثرنا الأعمال الروائية التي نجدها على رفرف المكتبات سوف نكتشف المزيف الذي يركض كثيراً لترويج دفاتره وذلك الأصيل الذي يعبث بعواطفنا من خلال تواريه في هم بقائه حتى نعي معنى الإشارة وأمانيه عليه من سواد المداد أثراً جميلاً واستحق بما قاله وما صنعه أن تكون له مكانة خاصة في الأدب العربي السعودي إذ كان فيما صنع خالياً من الإدعاء والاصطناع.
إذا اكتشف من يمارس الكتابة كوظيفة أن ما تم كان مجرد إدعاء واصطناع فسوف يعي أنَّا قدمنا رواية مكتملة العناصر وعندنا كتاب حقيقون وأخرون مزيفون والقارىء يدرك ذلك فلا يفاضل ولكن يزجي الوقت بما شجر بين الأدعياء.
+++++++++++++++++++++++++++
* أديب قاص وشاعر
+++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|