هل هو الاستجداء(!!!) محمد العمري
|
فضلة القيمة.. ما هي؟ أن تُحوِّل الكلمات إلى حجارة فتكون قرداً أكثر منك إنساناً؟ ربما كان الأمر كذلك يا ولدي ربما.. إنما ليست القيمة في ذاتها حلية متظاهر يصف قبل أن يعرف ولا تشاوف نمطي ضئيل المعنى يحارب النمط حال ظنه أنه متعال عليه أو خارج عنه على أن النمط في صفته التي هو عليها يقارب شرط التواتر وصفته فلا يكون ضداً للقيمة إلا باعتبار مقلد غِرٍّ انغلق على فكرته عن نفسه فما راجعها بشرط معرفي.. هكذا يحتدم التنارع فتتحول القيمة إلى «كَلأ ومَاء» ويغلب داعي الأمية والضحالة والكراهة عند ذاك إنه إذن انقضاض حيث المظان، إنما تختلف الآلة والظرف الموضوعي ولا يكون حس للاعتبار الأخلاقي.. إنك لا تكاد تسمع له ركزا.
حلية المتظاهر أنه مأسور باعتبار وطليق باعتبار.. أسره في معارفه القبلية.. «بتسكين الباء وكسر اللام» وضد أسره في داعي التقليد والتشاوف من حوله يتحول إلى امتثال معرفي تبعي لا أخلاقي في الغالب.. هذه معضلة ذات صلة بالزمان ربما.. فهي مسألة استرشاد معوج تتخلف معه ألمعية الرشد ومقامه.،. إذ تلك نقيض الطرف من الأشياء.. هذه الخلطة السرية كسر للتفرد مآله انبعاث العدوانية والحيف واسقاط صفات الذات وعذباتها ونقصها على الغير.. إنها مسألة أخلاقية كما تلاحظون.. حلية المتظاهر وتشاوف النمطي مثال العروة سابحة في الفضاء كأنها هباءه..، وبعد.. «أبوس» أياديكم أيها القراء قولوا إني: فيلسوف.، رائع.، بعيد الغور.، ضئيل المعنى.، مراهق.، مختلف.، مُقلد.، ناقد ثقافي.، متطاول على المعنى.، أي حاجة أيها السادة!!
أوَلم أحدثكم عن مسألة هاملة بدهية حديث المتعالي الشحاذ.. وأنتم ترون إذن كيف يكون النفي والإثبات.، كيف يكون الشيء وضده في آن واحد..، إنها العصبية باختلاف ظاهري لا موضوعي..، هذه المتجذرة الموغلة في تجذرها.. من يحملها على مراجعة نفسها.، إنها آفة في العقل تعطل آلته وتشل حياده فلا ينظر إلا حال كونه مأسوراً..، فهو يكاد يحدثك عن تعطيل الذائقة ونفي التاريخ.. فيما هو لا ينفك عن كونه ذائقة وتاريخا.. إنما مما هو مُعاد تكوينه..
من محاولاتي في كتابة قصيدة النثر:
آن يَنكَثُّ الصدأ في وردة ينهمل عطرها شارداً..
آن يكون الصدأ وردة لا يكون عطرٌ إلا البؤس..،
ثم آن ينحطم الليل فتاتاً.. أصبغ قلبي بذكراه.،
يجف المورق في الأعالي.،
ذئاب في البرية تركض..، «أوهام» بأظلاف ماعز..
ليس الوهم سراباً في البرية.. إنه الأسى في براري المجاز..
المجاز اندغام.. المجاز لعبة الولدان حين ينفرون الحمام..
ثم يتطاردون بين «الثُّمام»..،
* * *
وهكذا أيها القارئ في وسعك أن تكتب ديواناً من القطع الكبير جداً من مثل الكلام الذي سبق في ليلة واحدة أو أقل.، أي والله.، في ليلة واحدة أو أقل.،
إننا قد نكون بإزاء جملة نحوية كاملة غير أنها تشبه دمى الفترينات.، إنها دمية وحسب..، هذه معضلة.. أن تتحول المفردات إلى لعبة مكعبات سواء بسواء..، إن فكرة الجرجاني العبقرية عن النظم ضدٌّ خالص لهذه اللعبة الهزيلة البائسة..،
إن الشعر نظام «أيها السادة».. ينبغي أن نعي هذه المسألة غير أن نظام المجاز المحير المذهل.. ليس في الإمكان انكشاف الصفة الجمالية للغة بغير شرط انكشافها.، إنما الأمر الذي لم تعالجه المعرفة الجمالية «بعمق وتبتل» هو صفة شرط ذلك الانكشاف.، مسوغ أدبية النص أو جماليته على وجه التحديد..، ولم يتفاوت وهج الوحدة اللغوية أو المفردة بتفاوت النظم أو التجاور تلك هي المسألة.، ولذلك فإنه لن يكف الهَمَلُ عن لعبة المكعبات الهزيلة البائسة ولا عن فرحهم بدمى الفترينات.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|