في الأحساء الفوتوغرافيون يتفوقون على أنفسهم
|
* كتب أحمد الدهلاوي:
إبداع فوتوغرافي، وخبرة فنية، تتضح معالمها، وتبرز الفوارق بينها، 66 عملا فوتوغرافيا قدمها ثلاثون فنانا وفنانة، حاول بعضهم الخروج عن المألوف، وتجاوز النمطية السائدة فأنتج أعمالا رائعة، فجاءت بعضها تحمل بصمات الاحتراف وعلامات المهارة في التكوين واختيار الزاوية، وفي المقابل نجد أسماء حاولت أن تقدم اعمالا دون ادراك وفهم تام لبعض التقنيات فأنتجت أعمالا لاتصل للمستوى المطلوب والمأمول ولكنها تظل بدايات ومحاولات تأخذ صاحبها نحو التقدم متى ما استفاد من النقد ومن الاطلاع على الاعمال المتميزة في هذا المعرض أو غيره. أسماء عريقة أضفت وزنا للمعرض وقيمة لهذه التظاهرة الفنية، وأسماء بدأت تثبت نفسها وتعلن احترافها، وان كانت اقل شهرة فهي لا تقل إبداعاً، ومجموعة أخرى وجدت هذه المعارض فرصة لها لتقدم ما لديها من أعمال، أخرى اخذت تكرر نفسها في كل معرض دون البحث عن جديد أو التجديد في اختيار الزاوية أو الموضوع.
تباين واضح في المستوى، وفي طريقة العرض، هذا التباين يعطي دلالة على عمق التجربة عند بعض الفنانين، وحداثتها عند البعض الآخر.
هذا المعرض هو المعرض الثالث الذي يقيمه فرع الجمعية بالأحساء وبين هذا المعرض والمعارض السابقة تباين واضح في اخراج الكتيب فجاء هذا العام بتصميم في غاية الروعة والجمال، اضافة الى ان الصور المعروضة في الكتيب كانت جيدة من حيث الوضوح وفرز الالوان، ففي كل معرض عادة ما نشاهد صورا مشوهة للأعمال داخل الكتيبات، فليس هناك اهتمام بذلك علما بأنه لا يبقى من المعرض إلا الكتيب فعندما تكون الأعمال باهتة غير واضحة لا يستفيد الزائر والمهتم من هذا الكتيب وبالتالي لا فائدة من الاحتفاظ به.
ولإلقاء الضوء على هذا المعرض التقت الصفحة رئيس قسم الفنون التشكيلية الفنان محمد الصندل المشرف على المعرض حيث قال: هذا المعرض أحد الانشطة الفنية لهذا العام وفيه يقدم لنا محبو التصوير بلغة بصرية تعبر عن المشهد المرئي برصد تكوينات وليدة اللحظة، نرى شيئا من التنوع يتمثل في عبق الماضي لرصد المشاهد الطبيعية من ازهار وانهار وطيور وشيء من الاطلال والمورثات الشعبية، ولقطات اخرى بحرفية متقنة ذات مدلول فني يواكب صراع التقدم في الابداع والحداثة في عطائنا الفني والثقافي، وحول الصعوبات التي واجهت اللجنة قال ليس هناك صعوبات بالمعنى الدقيق لكن هناك بعض الامور كتأخر وصول الأعمال، وضعف الاهتمام الاعلامي ان لم يكن غيابه بشكل تام اضافة الى عدم وجود الدعم المادي.
زكي غواص.. المتميز
فنان يشق طريقه للاحتراف بسرعة مذهلة بل يعد محترفا، يتعامل مع اللقطة بكل عناية ويختار الزاوية بدقة متناهية ويدرس الاضاءة دراسة عميقة، يتعامل مع سيد الالوان، مع الفن الاصيل، الفن الصعب، مع الابيض والاسود بكل مهارة واقتدار، فنشاهد اعمالا تستحق المشاهدة.
محمد المهنا.. ووضوح الفكرة
ليس للاحتراف علامات سوى الإبداع، إضاءة مختارة بعناية، وزاوية تدل على وضوح الهدف الذي لدى الفنان اختيرت لتصل بالموضوع إلى النتيجة المطلوبة، الأيادي التي تأثرت بالزمن وأثرت فيه، التي صنعت وانتجت، وأبدعت وتلك الإضاءة الصفراء التي توحي بانتهاء اليوم انتهاء الزمن مع غياب الشمس وكأنها تعلن غياب بعض الحرف مع غياب أصحابها.
قابيل غواص.. والبعد عن المألوف
تجاوز المألوف، وتخطى الأعمال المباشرة من طبيعة، وتراث وبورتريه الى التجريد، واختيار زوايا من أماكن لا يتوقع أن يشاهدها المتلقي في معرض لأنها ليست موضوعا أصلا لكنه وبما يملكه من أدوات الفنان المتمكن حولها الى لوحة ابداعية، وجاءت عناصر الموضوع متكاملة، وزاد من جمال هذا العمل تلك الالوان التي اعطت الموضوع بعدا فنيا علما بأنه لم يتدخل في هذه الالوان بل العوامل الطبيعية كونت هذه التشكيلة اللونية الجميلة.
السيحة.. الجبر..البدر.. والتراث
نقل التراث وتوثيقه من الأمور التي لابد ان تنال اهتمام كل فنان بل من واجباته الحفاظ عليه والاعتناء به، وذلك بتوثيقه، لكن ليس من المناسب أن يقف دور المصور على نقل ذلك المشهد كما يراه بقية الناس لابد أن يتميز الفنان عن البقية وإلا لما اصبح فنانا، تكرار المواضيع عند الجبر اصبح ظاهرة وكل متابع لاعماله يجد ذلك، ليس هذا تقليلا من امكانياته بل من المناسب ان تتنوع الاعمال من خلال اختيار زوايا معينة او التركيز على اجزاء محددة من البناء او فنون العمارة القديمة.
نور أبو الرحى.. وأهمية التركيز
يكمن جمال الصورة في وضوح الهدف والتركيز عليه وجعله مركز اهتمام المتلقي دون ان ينصرف الى اشياء لا تخدم الموضوع، في هذا العمل نجد مجموعة من الطيور في احدى البحيرات وقد تجاوز عدد هذه الطيور العشرين طيرا وكلها من نفس النوع فلو تم التركيز على واحدة منها او مجموعة صغيرة لها وضع مختلف كأن تلتقط طعاما أو غير ذلك لكان الموضوع محددا والنتيجة أجمل.
الربح.. السلمان.. والطبيعية الصامتة
قدم الفنان خالد الربح عملا ( طبيعة صامتة) كاسات زجاجية عمل احترافي، ولوحة إبداعية، الوضوح، الإضاءة، التكوين عناصر متكاملة جعلت الصورة في قمة الروعة والإتقان ومما زاد جمالها ذلك اللون الملكي الأبيض والأسود بدرجاته المتناغمة والمتدرجة، وفي المقابل لهذه الصورة في الكتيب عمل خالد السليمان ( طبيعة صامتة) أيضا ولكن الاختلاف واضح ولكنها بداية موفقة وتجربة لابد من المرور بها والمشاهد لهذين العملين سيجد الفوارق وسيتبن الفرق بين فنان متمكن وآخر مازال في البداية. منى القلاف.. العين الحساسة
في هذا المعرض نشاهد الفنانة بعمل متميز، لم تنجرف للغروب كما هي عادة أكثر الفنانين ولم تتجاهله أخذت زاوية أعطت بعدا رائعا للغروب فالانعكاس الضوئي على تلك السفينة والذي اعطى جزءا جميلا من تفاصيلها أما بقية التفاصيل فيستطيع المشاهد أن يستوعبها فكان عملا رائعا.
آل غزوي.. عمل متفرد
عندما تشاهد هذا العمل الفني، بورتريه لطلفة صغيرة تجد في ملامحها براءة الطفولة وعمق التفكير، أخرجت الفنانة هذا العمل بطريقة مختلفة عن بقية الأعمال المعروضة فتشعر بخشونة الملمس وكأنها لوحة تشكيلية
وبعد.. جهود موفقة، وعمل رائع، النقص والخطأ علامة أكيدة على العمل والجهد، فالتقصير من طبع البشر والملاحظات التي تكتب الهدف منها الرغبة في التطوير والمحاولة في المشاركة في النهوض بالحركة الفوتوغرافية، والمعارض التي تقام لم توضع إلا لتكون فرصة لمواجهة الجمهور والمحبين لهذا الفن وأخذ آرائهم ووجهات نظرهم.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|