تُهاجر عني بعيداً بعيد |
إلى حيثُ تهوى وحيثُ تريد |
إلى حيثُ يحضنها من (جنيف) |
زُهورُ المروج ودفءُ الجليد |
وتمضي ويلثمنا في (الحجاز) |
من الذكريات لقاء جديد |
فتاة رقيقةُ قلب وطبع |
كرقَّة أنفاس فجر وليد |
من الفتياتِ اللواتي بهنَّ |
لشاعرهنَّ عُيونُ القصيد |
يُرين الفتى المُستهام بهنّ |
عذاب المُحبِّ الشَّقيِّ السَّعيد |
على أنني ما التقيتُ بها |
وما بيننا غيرُ ساعي البريد |
رسائلُها أجملُ المُلتقى |
وأحلى كلامٍ كدر نضيد |
والمحُها بين تلك السُّطورِ |
كبُشرى هلالٍ بدا ليل عيد |
وتهمسُ لي عن جراح الفراق |
وقد عزَّ قُرب الحبيب البعيد |
أجل، إنها الشَّوقُ حُلواً ومُراً |
وَكُلُّ وُعودٍ لهُ ووعيد |
وأُنشودةٌ عذبةٌ لا تُمل |
مدى العُمر يبقى صداها المديد |
كأنِّي أعيشُ لها واحداً |
من النَّاس وهي عزائي الوَحيد |
ولا عجباً أن يرى عاشِقٌ |
سَقامَ هَواهُ فَيَرجو المَزيد |