قصة قصيرة
مساحة للبكاء
سلوى أبو مدين
|
مرفأ بعيد مترامي الأطراف.. ترتاح عليه السفن العابرة،،
رجالات البحر.. تتبدل سحنتهم طيلة فصول العام.. ففي الصيف تلفح وجوههم الشمس الحارقة.. أما أقدامهم فقد نخرت من الماء الملح.
وأحدثت فيها تعاريج واضحة .!
بقامة ضئيلة.. كانت تقف تتحدى رمل المكان.. وتحمل في عينيها بؤس الغربة .!
وهاجس البحث يغمرها بين تلك الوجوه المتعبة.. ولا تحمل سوى بقايا ضباب متلاش.. وأسرار فصول فاض منها رائحة الملح ..!
سرهم الحقيقي لا يخبأ في صدورهم.. بل ما تحمله سرب النورس.. التي تبحث في يأس.. وفراغ حتى سئمت من النقر فوق الرمال الخاوية .!
قواقع البحر اليتيمة.. غدت جافة .!
الدروب المتهالكة تقترب ..!
وعباءة الليل تسدل ..!
وعلى الشاطئ الملتهب .!
تستلقي آهاتها، وسفح من دموع تنحدر في لوعة واشتياق ..!
إنه الهذيان. أم وجع الفراق ..!
أم أحلام تستيقظ.. ولا تغفو،،،؟
حالة من الانعتاق تنتابها.!
وسلة التوت القاتم المستسلمة بين يديها.. انبعثت منها رائحة غريبة.. عندما امتزجت بوجعها.!
عقارب الوقت تتصارع.. صوت جاف ..
في عتمة القاع ما يبعث على الاختناق ..!
من خلف تلك اللوحة ..
يستيقظ الفجر الشاحب.. الريح تعبث، تحمل أشواق وأمنيات البحارة..
فوق ذاك الوهج المتأجج ..!
غزلت من الانتظار موعدا ..
وبعينين شاردتين.. خبأت ذكريات خلف المجهول ..
ورذاذ دافئ انهمر مثل نجوم براقة
فوق أرض نفسها القاحلة ...
وأحالته إلى مرايا ومصباح مضيء.!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
