قراءة في ملتقى القراءة..
|
*جدة صالح عبدالله الخزمري:
هل المنتدون أتوا ليختلفوا مرة أخرى, أم لحمل مجموعة من الأدلة والبراهين كل حسب توجهه؟!! (مسيرة الشعر السعودي) موضوع جدير بالنقاش في أكثر من منتدى ولكن هل يظل اختلافاً حول الريادة وقصيدة النثر وقصيدة العمودية مثار جدل دائم؟
فكرة النادي أكثر من رائعة ولكن عامل الوقت كان مأزقاً للمتحدثين والمتداخلين.
د.حسن الهويمل كان نجماً بمعنى الكلمة فقد وقف كعادته مناصراً القصيدة العمودية ولكنه ومع ذلك لم يسقط قصيدة النثر من كونها فناً أدبياً ولكن ليس من الشعر في شيء.
دعاة التجديد لهم قناعاتهم هم الآخرون وأدلتهم وحيث إن الحياة لابد أن تتجه إلى التجديد, والتجديد ليس مقتصراً على الوزن كما يرى معظمهم.
ولكن تبقى الصورة الفنية والذوق أساساً لتقبل العمل أو رفضه. والبعض يتشبث بما دار حول قصيدة التفعيلية حين ظهورها حيث لم تقبل مربعاً لكونها نمطاً مختلفاً فيرون قصيدة النصر ربما هي الأخرى كذلك.
ومع كل ذلك تبقى الرسالة العظمى للشعر وهل قدم رسالة تستحق الاشادة. يقول د.سعيد السريحي: إن خير الأمم هي التي تحول قصائدها إلى مشاريع وأسوأ الأمم هي التي تحول مشاريعها إلى قصائد. دراسة بعض النصوص أخذت مجالاً لا بأس به فالدكتور عبدالله الزهراني قدم تحليلاً للرمزية في قصيدة الاخطبوط للدكتور غازي القصيبي, ود.حسين العواد دراسة في قصيدة الأجنحة لمحمد الثبيتي.
الشعراء الشباب الذين لم يصلوا إلى الأضواء بعد لم يكونوا بمعزل حيث درات ورقة د.صالح معيض الغامدي عن إشكاليات قصيدة النثر في السعودية حول ديوان محمد خضر الغامدي.
قصيدة النثر
جلسة ساخنة بدأ فتيلها د.حسن الهويمل الذي عرف بحواراته الساخنة ونقاشاته, ولكنه لم يكن تصادمياً حيث بين أن لكل الحق في الاحتفاظ برأيه.
بدأ هجوماً عنيفاً على انصار قصيدة النثر بقوله: وما أريد تقريره أن هذه الظاهرة ليست شعراً ولا أعترض على وجودها كظاهرة أدبية, وماذا على عشاق هذا النوع لو أطلقوا عليه النثيرة كالمقالة). ولربما لعب الوزن محوراً أساسياً لدى د.الهويمل حيث انه لم يرفض قصيدة النثر إلا عند تسميتها شعراً وإلا فهي جنس أدبي. وكان مصدر الانزعاج لديه هو تحامل أنصار هذا النوع على القصيدة العمودية.
ولعل د.الهويمل يريد أن يجيب قبل أن يسأل عن الذين يدعون إلى التجديد ويرفضون الجمود حيث يقول: ( لاقيمة للحياة بدون تجديد ولكن التجديد لا يكون للأدنى!).
كان ذلكم الطرف الأول في هذا الصراع.
د.صالح بن معيض الغامدي من خلال دراسته النقدية لديوان محمد خضر الغامدي بين أن قصيدة النثر نص حقيقي له حضوره في الساحة الأدبية, ولكنه اعترف بإشكالية التسمية التي هي البوابة فمن خلالها يقبل المتلقي النص أو يرفضه.
التسرع في الحكم إشكالية دعا الغامدي لتجاوزها من خلال القراءة المتمعنة للنصوص ثم الحكم عليها.
ايضاً مسألة المرجعية وكونها غربية المرجع يجعلها أكثر انعزالاً, وكذلك إحجام النقاد لدرجة أن الشعراء أصبحوا ينقدون بعضهم.
تلك هي الإشكاليات الثلاث.
أما مواقف القراء منها فتقسم إلى: رافضة, ومتذبذبة ومتحمسة لها وهو من الفئة الوسط.
ريادة العواد
العواد آثار جدلاً واسعاً حول ريادته وكاد البعض يسمي الملتقى (ملتقى العواد).
د.محمد مريسي الحارثي تلقى معارضات حول مكانة العواد وآثاره الجمة وكونه جدد وكتب بشكل القصيدة العمودية منذ فترة طويلة كانت الدعوة إلى التجديد ضرباً من الخيال.
ولكن هل كان العواد أول من بدأ بقصيدة النثر ؟!! حيث سهام القحطاني ترى أنه كذلك في سنة 1351هـ بعد تجارب متعددة مع الشعر المرسل وشعر التفعيلة من خلال قصيدة بعنوان (أيها الموت).
دور العواد التنويري يرصده د.عبدالله المعيقل حيث العواد في رأيه كان يقوم بدور تنويري وتحديثي للأدب والفكر والمجتمع من حوله وأنه يحمل رسالة مهمة ومصيرية كواحد من أبرز رواد النهضة في المملكة.
| | |
|