الغربال أ. د.عبد الله ابو داهش (*)
|
قال خير الدين الزكلي يصف شوقه إلى وطنه، وحنينه إليه، إثر إبعاده عنه:
العين بعد فراقها الوطنا
لا ساكناً ألفت ولاسكنا
ريانة بالدمع أقلقها
أن لا تحس كرى ولا وسنا
يا موطناً عبث الزمان به
من ذا الذي أغرى بك الزمنا
قد كان لي بك عن سواك غنى
لا كان لي بسواك عنك غنى
ما كنت إلا روضة أنفاً
كرمت وطابت مغرساً وجنى
عطفوا عليك فأوسعوك أذى
وهم يسمون الأذى مننا
وحنوا عليك فجردوا قضبا
مسنونة وتقدموا بقنا
يا طائراً غنى على غصن
والنيل يسقي ذلك الغصنا
زدني وهج ما شئت من شج
إن كنت مثلي تعرف الشجنا
أذكرتني مالست ناسيه
ولرب ذكرى جددت حزنا
أذكرتني بردى وواديه
والطير آحاداً به وثنى
وأحبة أسررت من كلفي
وهو اي فيهم لاعجاً كمنا
كم ذا أغالبه ويغلبني
دمع إذا كفكفته هتنا
لي ذكريات في ربوعهم
هن الحياة تألقاً وسنا
قلت: هكذا أفضى هذا الوجد بصاحبه، ودعاه إلى التأثير والألم: أيام شكول، ومصاعب جمة اعتورت حياة الشاعر، فنفث في غربته بهذا الصوت المعذب، وبخاصة عند العلم بما خلفه الزركلي في بلاده من الارث الحضاري والبيئة الطبيعية الوارفة ذات الأفنان والأنهار، انها أيام شكول حقا.
+++++++++++++++++++++++++++
* آبهاجامعة الملك خالد
+++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|