قصة قصيرة
السعلي
علي بن حسين الزهراني
|
البحيرة ساكنة! هدوء غريب يعج ذلك المكان الا من نقيق الضفادع وهدير السواني واشجار تحركها ريح عاتية في ليل غريب موحش ثانٍ، ضوء القمر اصبح ينادي علام تبكي الليالي؟!
وفجأة في غمرة الاحزان ظهر شيء يتحرك يخترق البحيرة، وعينان بارزتان كرادار يرقب كل ثوانٍ على سطح البحيرة الساكنة فقلت لصاحبي الأبكم: هذا هو سبب سكون هذه البحيرة؟ فهم صاحبي بالانصراف خوفا فقلت؟ مهلا هذا هو الجبن بعينه إن ذهبنا فمن يخلص تلك البحيرة المسكينة من هذا المارد المفتول؟! فأشار صاحبي لجسمه النحيل فقلت له: ولكن عقولنا كبيرة؟ اشار الى بندقية الصيد الفارغة بعد رحلة أتعبتها فقلت: وإن يكن؟! ثار صاحبي من الخوف واراد ان يجبن فقلت: في امان الله وإذا بصاحبي يصوب بندقيته نحوي يريد ان يصطحبني معه حاولت جاهدا ان افهمه اني لن اترك تلك البحيرة ولو كلف ذلك حياتي؟! فأدرت ظهري مطمئنا فثارت البندقية وتنحيت جانبا مندهشا فمن الحب ما قتل؟! فاستدرت قليلا كي أتغفله، ولكن هيئة المارد ظهرت كبيرا أكثر مما توقعت واصبحت البحيرة تعج بالمكان ضجيج ضجيج؟!
وفجأة فيما انا اراقب ذلك المارد ظهر صاحبي والبندقية في رأسي فغافلته اريد ان اخلصها منه فوقع صاحبي مثقلا بالدماء وانا ابكي على فقد صاحبي ولعدم شجاعتي لتخليص تلك البحيرة المسكينة وقتل ذاك المارد ذي العينين البارزتين، وفيما انا على حزني ظهرت في سماء البحيرة حمامة جريحة ملطخة بالدماء.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
