من لي بجرح يغريني
|
رغبة ما تغري لمزيد من الكتابة..
ووجع يضاعف الرغبة ويثريها..
ليس ثمة ما يستحق التكتم عليه، أو التعتيم..
فالجروح فواصل تحول بين تجانس الدماء ساعة أن تراق، بيد أنها لا تمتلك قفلاً لاغلاق طبقة الجلد الخارجية دون تدفق الدماء، وأنتم ليس من حقكم الوقوف في وجه تدفقنا حروفا تجانست، واتحدت لتهطل علينا كلمات وجملاً ذات أجناس أدبية متعددة.
ليس من حقكم الحجر علينا، أو تعطيل قدراتنا طالما أنها مصانع تقدح بالعطاء.
***
"أنتِ".. أتذكرين..!!
ما بالك فغرت فمك.. واتسعت حدقة عينك اليسرى، وأطلقت الأخرى شررها!
أتذكرين وعودك لي..!
أمانيك بصحبتي..!
يدك التي امتدت لتآزر يدي..!
ما بالها تراجعت.. تقوقعت في جيب سترتك السوداء..!
ما بالك أدرت ظهرك.. ما حاجتي بارتفاع قامتك.. وقرع خطواتك، بحذائك الايطالي..!
هي لا تقنع في زمن الكساد..
في زمن تهاوي الوعود، وذبول الأماني، وهشاشة العظام قبل الأوان..
أوغل جرحك في العمق..
أو توغل لا فرق!
تلفتُّ يمنة، ويسرة..
ليست الموجودات بأحسن حال منك..!
اطمئني فقد تهاوت صروح الأمل، واشرأبت أعناق الجروح، فتطاولت، وتطاولت الى ان أغرتني لمزيد من الكتابة بوجع يضاعف جذوة الرغبة ويؤججها.
هل تظنيني على جروحي متكتمة..
أتظنين أني سأهيل عليها التراب، لأواريها الثرى..!
لقد خاب ظنك وخسر..
فمداد قلمي، الجروح، ومعينها الذي لا ينضب، بصحبة التأوه، والأنين.
ومادة عطائي وتدفقي..
ألم تكن الجروح مداد أقلام جمهرة الشعراء، والقاصين، والروائيين، والكتاب أجمع..!
إذاً فمرري مشرطك على جسدي، كيفما شئت، أغري الجسد المسالم بمزيدٍ من الجروح..
فقد طاب لها المقام في جسدي، وطبت بها.
+++++++++++++++++++++++++++
هدى بنت فهد المعجل
hudafahad@hotmail.com
+++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|