على ضفاف الواقع هش.. يكسره أي شيء..!! غادة عبدالله الخضير
|
مبتدأ بوح ل"جوته"
قلب الانسان كبير جدّاً لا يملؤه شيء
وهش جداً يكسره أخف شيء
1
تبهرك الحياة هذه الجامعة لكل قصص وحكايا الإنسان ابتداء من صرخته الأولى وحتى شهقته الأخيرة.، وبين تلك الصرخة، وهذه الشهقة ينسج الإنسان المفرد فينا قصته الخاصة ويلونها بفرح أو ألم أو حب أو انتكاسة عمر.. ورغم كل ذلك نحبها وننسج فيها حلمنا الخاص وأسطورتنا التي نظل نبحث عنها وقد لا نجدها ونحن نعلم ان المتعة تكمن في بحثنا لافي استقرارنا.
2
* من تداعيات رجل حول الحياة:
الحياة.. هذا اللغز الذي وجدت البشرية لتحله.. هذه الكلمة التي تمثل في اللغة اسما لكنها في الحقيقة هي الفعل الأصدق في كل مايحيط بنا.
ربما يكون البعض منا من أسعد البشر وأكثرهم راحة؛ إذ ان الأمر لايتجاوز لديه أكثر من تفاعل بسيط وتلقائي مع الآخر فيصبح بذلك لغزه في الحياة سهلا يسيرا إلى تلك الدرجة التي تمكنه من العيش بسلام.
بينما نجد البعض الآخر يحتاج إلى مفتاح أو أكثر كي يتمكن من أن يعيش بسلام مع الآخرين، ويستطيع الآخرون العيش معه بسلام أيضا، وتكمن مشكلته في ايجاد ذلك المفتاح أو إزالة صدئه لكي يحقق مايرغبه من توازن.
والبعض ربما تبقى الحياة بالنسبة له لغزا شاهقا حتى الموت دون ان يجد المفتاح الحل، وبهذا لايجد طريقة للعيش بسلام مع نفسه أو مع من يحيط به ومهما حاول وحاول من حوله تجربة مفاتيح الدنيا كلها لايجدي معه، بل ربما لسوء حظه يصادف إنسانا بيده مفتاح اللغز/الحياة ولكنه لقدرية ما يرمي به بعيدا دون ان يختبره ظنا منه انه ربما مثل كل المفاتيح التي كانت قبله، والتي لم تسعفه بسعادة طارئة أو حتى عابرة بل هي للأسف أضاعت عليه فرصة البحث عن إجابات لأسئلته الصعبة.
إننا لاندري في الحقيقة هل الأسئلة هي التي تحتاج في حياتنا لإجابات أم ان حياتنا تنتظر الأسئلة المناسبة لها كي تتشكل كونا من سعادة؟
بعضنا حياته كومة من الأسئلة التي ربما يجد حلا لأقلها أو أكثرها إلحاحاً عليه والبعض الآخر مثال جاهز كي تصبح حياته أجوبة سهلة لأسئلة صعبة دحرجها القدر في طريقه ثم اكتفى بالفرجة على حل اللغز أو تعقيده..!!
حياتنا تلك التي نختار أحياناً ان نجعلها صعبة لأننا اعتقدنا أنه لن يفهم غموضها، ويأتي مفتاح يحل لغزها إلى قلب يحب أو كنز من المال يسقط فجأة على دهشتنا أو منصباً مهما يضفي بريقا على سيرها وتشكلها.. ثم لا نحن وجدنا حلولنا التي اخترنا لأسئلتنا ولا نحن لقينا من يهبنا طريقة أخرى تقنعنا ان الحياة بدون قصة حب.. بدون أرصدة مالية.. بدون شهرة ولا منصب هي أجمل وأسهل..!!
وتبقى الحياة فعلا نمارسه أحياناً بجنون وأحياناً أخرى بتعقل ويفهم الناس أحياناً جنوننا وبعض تمردنا.. ويسخرون بعض الأوقات من تعقلنا.. ويمجدون أدق تناقضاتنا ويسأمون أحياناً من جمودنا وبعض الأحيان يصفقون لانطلاق الروح إلى خارج حدود أجسادنا.. وفي كل هذا ومعه نحن لاندري من نصدق،.. وأي مفتاح نختار لحل اللغز.. أو تأتي كالأحلام حلا لأسئلته ولغزه..!!
لست أدري هل نحن حقا في حاجة ان نحل لغز حياتنا، وفي فقر لروح أخرى كي تفهمنا، أم الأجدى والأروع ان تظل حياتنا هكذا كالألغاز الصعبة غير قابلة للحل أبداً..!!
للحياة هذه الخاتمة ل غادة السمان:
اجلس في المقهى البحري..
أتأمل المراكب تولد من اللانهاية..
وأراك آتيا من القارة المقابلة..
ماشيا فوق الماء..
مسرعاً لنشرب القهوة معي كعادتنا قبل أن تموت..
لم يتبدل شيء بيننا..
لكني صرت أحتفظ بلقائنا سرا..
فالناس هنا يتوهمون ان من يموت لايعود..
+++++++++++++++++++++++++++
ghadakhodair@hotmail.com
+++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|