| كانت أمانينا وروداً عاطرة |
| تلقي الأريج على الليالي الساحرة |
| كانت مشاعرنا الجميلة بلبلا |
| يشدو الأغاني في الرياض الناضرة |
| هل ماتت الأحلام في صمت الدجى |
| والحلم أغنية العيون الساهرة |
| أم تاهت الأفراح فوق دروبنا |
| والفرح أمنية القلوب الحائرة |
| يا أيها الجمر المسافر في دمي |
| كيف انتهت نيران عشق ثائرة |
| قد كنت دفء خواطري وقصائدي |
| واليوم صرت رياح حزن غادرة |
| قلب الجريح ربابة تحكي الشجا |
| ما عاد فيه سوى الجراح الغائرة |
| نبضات قلبي لم تعد صدّاحة |
| فلقد غدت مثل السيوف الباترة |
| يا أيها الشجن المعربد في المدى |
| أين الهوى أين الطيوف الزائرة |
| هل صارت الأشواك بين عيوننا |
| مياسة ترمي الخطوب العاثرة |
| هذي الصدور خنادق تبكي الهوى |
| تبكي المشاعر والحكايا الغابرة |
| قولي بكل صراحة حقا غدت |
| أيامنا نار الجحيم الساعرة |
| قالت بلا خجل نعم أنت الذي |
| جعل الحياة بها الهموم القاهرة |
| إني أحبك والهوى أحلى المنى |
| لكننا أسرى القيود الجائرة |
| فتطايرت عبرات عيني في المدى |
| والدمع نيران كجمر الهاجرة |
| ماذا سأفعل في زمان كاذب |
| كل النفوس غدت وحوشاً كاسرة |
| وتحطمت آمالنا في لحظة |
| مشؤومة بين الدياجي الساخرة |
| قالت لقد غدتِ الحياة عصيبة |
| فإلى متى هذي الحياة النافرة |
| إني أريد جواهراً وقلائداً |
| سيّارة أو تحفة لي نادرة |
| قرطاً ثميناً.. ساعة ذهبية |
| أو خاتماً يسبي العيون الناظرة |
| أنا لم أعد أهوى الكلام ودفأه |
| لكنني أهوى الثياب الفاخرة |
| دعني أعيش مع النعيم سعيدة |
| فالسعد موطنه القصور الباهرة |
| ماذا بها الأكواخ إلا عتمة |
| ومرارة تدمي الجفون الماطرة |
| دعني أعيش بلا عناء أو أسى |
| دعني أعيش مع الحياة الحاضرة |
| آه.. لقد باعت أغاريدي التي |
| كانت تضيء دجى الليالي العاكرة |
| باعت سنين العمر من أجل الردى |
| باعت رحيق الأمنيات العاطرة |
| باعت غرام القلب من أجل الغنى |
| باعت عبير الأمسيات الشاعرة |
| هل تشتري الأموال قلباً عاشقاً |
| لا تشتري إلا القلوب الخاسرة |
| تبكي الروابي في العلا أشواقنا |
| تبكي على العشق المروج الزاهرة |
| ما عاد يا دنياي إلا همسة |
| تحكي الخفايا والمآسي الظاهرة |
| ما عاد يا عيني غير سحابة |
| تبكي الهوى والأغنيات الغامرة |
| كم عانقت شمس الغروب مدامعي |
| هذي الدموع جراح نفس ثائرة |
| كم سافرت بين البلاد مواجعي |
| إني الغريب على الضفاف الزاجرة |
| قالت ستنساني وتنسى عشقنا |
| بل ربما تنسى الشجون الجائرة |
| هيهات أن أنسى عذابات الهوى |
| مأساتنا محفورة في الذاكرة |