|
الميديا والتحديث
|
تأليف: سامي خشبة
القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 2003
***
يتناول مؤلّف هذه الكراسة موضوع (الميديا والتّحديث) الميديا هي المصطلح الإنجليزي لوسائل الإعلام الجماهيريّة كالصّحف والمجلات والإذاعة والتّلفزيون من خلال رؤية نقديّة تستوعب معطيات العالم المعاصر والتّوجهات الكبرى التي تحكم تغيره المتسارع... ويناقش كذلك علاقة وسائل الإعلام بالثّقافة والتّراث وبمفاهيم العولمة... كما يؤكد أنّ الإعلام في عالم اليوم أصبح يسبق التّعليم.
ينطلق المؤلّف من التّأكيد على أنّ الدّراسات العلميّة النقديّة المعاصرة تؤكد أنّ الإعلام المرئيّ والمسموع والمطبوع قد اكتسب أهمية هائلة منذ ثلاثينيات القرن العشرين ويكتسب المزيد منها بسبب تزايد سهولة وسائل الاتصال والمواصلات، والثّورة التّكنولوجية، وتزايد نسبة الوعي بأهمية متابعة الأحداث.
كما يؤكد أنّ وسائل الإعلام التي يدعم بعضها بعضًا ولا يلغي بعضها بعضًا أصبحت أكثر أهمية من مؤسسات التّعليم بحكم انتشارها الهائل وتأثيرها الكبير، كما أنّ وسائل الإعلام لم تعد وظيفتها الإعلام فقط وإنّما أصبحت من أهم وسائل التّثقيف والتّرفيه وصياغة الذّوق العام والتّوجّه النّفسيّ العام.
ثم ينتقل المؤلّف بعد ذلك إلى موضوع آخر ليؤكد فيه أن توحيد الأمم والتّعبير عن تنوعاتها باللغة القوميّة هو من وظيفة وسائل الإعلام... وهكذا صار الإعلام معالجًا لقضية التّمزقات الموجودة في الأمة.
وعن الثّقافة ووسائل الإعلام يقول المؤلّف: (إنّه إذا كانت عملية توحيد الأمم والمجتمعات ثم التّعبير عن تنوعها الثّقافي بأنها هي الوجه الرّئيسيّ للوظيفة التّاريخيّة لوسائل الإعلام الجماهيريّة (أو الميديا) فإنّ الوجه المقابل هو إنضاج العلاقة بين المجتمع القوميّ الجديد وبين ثقافته السائدة من ناحية, وإنضاج العلاقة بين هذا المجتمع ذاته وبين مكونات تنوعه الدّاخليّ من ناحية ثانيّة).
وفي غمار عملية إنضاج هذه العلاقة بناحيتيها المتقابلتين وإظهارها على صورتها الحقيقيّة, تتحدّد مسائل كثيرة, ليس أقلها أهمية نوع ومستوى تطور المجتمع القومي ذاته وثقافته... ثم نوع ومستوى العلاقة بين هذا المجتمع القومي ومعه ثقافته القوميّة الموحدة والمتنوعة في إطار وحدتها وبين الميديا غير القوميّة, أو عابرة القوميّات.
وعن الميديا والتّراث قال المؤلّف: إنّ وسائل الاتصال الجماهيريّة لا بدّ أن ترتبط بالتّراث, وبكل المواقف القوميّة المتضاربة إزاءه, لأنّها مرتبطة بالجماهير, والجماهير مرتبطة بالتّراث. غير أنّ ارتباط الجماهير بالتّراث ليس ارتباطًا بين كتلتين جامدتين؛ فالجماهير تتغير بفعل التّطور العام أي التّحديث (بفعل التّعليم وتسهيل الانتقال وتغير الأعمال والمهن والسّكن ووسائل التّرفيّة....). والتّراث يتغير أيضًا بفعل تغير وتنوع عقليات الجماهير الّتي تتبناه وتتلقاه وتركن إليه وتستخدمه وتفسره: بين اتجاه إلى تجميده أو اتجاه إلى إعادة اكتشافه أو إلى تفسيره أو حتى نقده وتجاوزه. ويرى المؤلّف أنّ عقل الميديا يظل مرتبطًا بكل هذه المواقف إزاء التّراث.
يقع الكتاب الكراسة في 48 صفحة من القطع الكبير.
|
|
|
|
