صدى لون الجماعات التشكيلية ونشوة الولادة!! محمد الخربوش
|
تنامت في الفترة الأخيرة ظاهرة الجماعات التشكيلية وبالتالي تم تأسيس عدد كبير من هذه الجماعات المتخصصة والتي تعنى بالفن التشكيلي وتعمل على تقديمه للمتلقي من خلال برامج وأنشطة متعددة بما في ذلك معارض المجموعة المختلفة. وهي عادة تتكون من مجموعة من الفنانين الذين يكون لهم رابط موحد سواء كان هذا الرابط مكانياً كأن تكون الجماعة خاصة بمدينة، كما في جماعة المدينة المنورة وجماعة الدوادمي وجماعة الرياض وغيرها، أو من خلال التقاء هؤلاء المجموعة من خلال الأسلوب أو المدرسة التي ينتمون إليها جميعاً، وهذه الرابطة كانت موجودة منذ سنوات طويلة سابقة، كما في جماعة التأثيريين في باريس وغيرهم. والجماعات في المملكة في الواقع كثيرة ومنتشرة هنا وهناك وتعمل وفق امكانياتها وحماس وتطلع أفرادها وتعاونهم وإيمانهم التام بالهدف الموحد للمجموعة. وهذه الجماعات أيضا تتفاوت في حضورها وعطائها فمنها الجماعة الناشطة الحريصة على استمرارها وتنامي نشاطها وبالتالي فهي دائماً لها حضور ولو من خلال معرض الجماعة السنوي كما في جماعة المدينة المنورة وإلى حد ما جماعة الدوادمي.
إلا أن الغالبية العظمى من هذه الجماعات وبكل أسف لا تزال غائبة إلا من خلال حضورها الرسمي فقط، وهذا الغياب الذي يفسره البعض بانه طبيعي في ظل تلاشي نشوة التأسيس وتكوين الجماعة إضافة إلى ما يعتري المجموعة من خلافات حادة في وجهات النظر سرعان ما تؤثر على المجموعة وتؤدي إلى تكاسل الأفرد وبالتالي ركود هذه المجموعة وسباتها العميق. ومع ان الجماعات إبان تأسيسها تؤكد انها تسعى من خلال برامجها إلى تحقيق الهدف التي أنشئت من أجله وهو تطوير حركة الفن التشكيلي من خلال المعارض الدورية وإقامة الدورات وطباعة الكتب والدوريات والنشرات التي تساهم في إيجاد أجيال تعشق الجمال، إلا أن معظم هذه الجماعات الناشطة فقط لا تذكر إلا خلال معرضها السنوي. وقد يقول قائل إن الموارد المالية وندرتها قد تكون هي العائق الأكبر أمام تلك الجماعات لتحقيق أهدافها المرجوة.
ومع يقيني التام بأن المادة هي عصب الحياة وهي الوقود الأهم لمواصلة العطاء، إلا أنه بمقدور تلك الجماعات وضع البدائل ومحاولة الوصول إلى الطبقات الاجتماعية التي لديها القدرة على الدعم والمساندة وبالتالي أيضا فإنه من واجب الأحبة في هذه الجماعات ان يتواصلوا مع نشوة الولادة وان يعملوا على رعاية هذا الوليد والتفكير الجاد في سبيل دعمه ليظل بناءً شامخاً يساهم مساهمة فعالة في البناء الثقافي السعودي بشكل عام والبناء التشكيلي بصورة خاصة.
ومع احترامي ايضا للاخوة القائمين على هذه الجماعات وتقديري التام لمدى حجم المعاناة والمصاعب التي يواجهونها في طريق البناء إلا أن ثقتي في قدراتهم وامكانياتهم تجعلني أكثر تفاؤلاً لمستقبل مشرق وجميل لكل هذه الجماعات التشكيلية الطموحة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|