من الحقيبة التشكيلية في خطوتهم الثالثة الخزمري والشهري والقمحاوي يعرضون إبداعهم في صالة فيصل بن فهد بمعهد العاصمة محمد المنيف
|
تتضمن حقيبتنا هذا الأسبوع ثلاث فعاليات الأولى تتعلق بجماعة مسار التي تقيم معرضها الثالث هذه الأيام في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي والفعالية الثانية نشاط تشكيلي هو الأبرز هذا الموسم في الطائف اما الثالثة فهي عن معرض التشكيلي السعودي عصام دبور.
حيث يرعى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز مساء غد الثلاثاء المعرض الثالث لمجموعة مسار، كما ترعى بعد غد صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت مساعد بن عبد العزيز زيارة السيدات، يبدأ المعرض باستقبال زواره لفترة تنتهي في الخامس والعشرين من هذا الشهر.
يأتي المعرض في سياق خطوات المجموعة المستمرة لأعضائها الثلاثة لتقديم إبداعاتهم للجمهور السعودي إضافة إلى استعدادهم لخطوات عربية وخليجية.
***
تضم المجموعة ثلاثة فنانين شباب (الفنان احمد الخزمري والفنان محمد الشهري والفنان سعيد القمحاوي) لكل منهم توجهه واتجاهاته الفنية.
في أعمالهم بحث صادق حددت أهدافه في الارتقاء بالتجارب المشتركة بين الثلاثة مع ما نجده من تحرك متشابه أحيانا ومختلف في حين اخر ففي بعض الأعمال محاكاة الحس الذاتي والبعض الآخر يلامس قضايا المجتمع برمزية حذرة إيحائية التعامل مع العين لدى المتلقي وأحيانا أخرى تجمع بين القضيتين الذاتية والمجتمعية في آن واحد مع أن الفنانين الثلاثة لم يكن يعنيهم ما تعود عليه المشاهد العادي من الأساليب التي تحاكي الواقع بنمطية ساذجة وانما يسعون بتلميح نحو مستقبل تقني متميز يضع له موقع قدم فاعل على الساحة.
ذلك التحرك من الفنانين الثلاثة للتواجد أمام الجمهور والمتابعين والنقاد وعبر خطوة ثالثة جمعوا فيها بعض شتات مشاركاتهم في المعارض ما يشعرنا باقترابهم من مسافة قصيرة لاكتشاف أنفسهم، والتعرف على ما تحقق لهم بعد كل خطوة يتلقون فيها الرأي والنقد الذي اجزم بأنهم أصبحوا مؤهلين عبر ثقافتهم ووعيهم للتعامل معه، فالمجموعة بمن تضمه من مبدعين تحدد عددهم بالثلاثة مع توقع إضافة أسماء أخرى يكشف لنا ما يتمتعون به من علاقات وجدانية وإبداعية سيكون لها اثر على مسيرتهم ومسيرة المجموعة في مستقبل الأيام مقابل ما يظهر من كثافة أسماء وتنوع في مستويات الأداء لدى مجموعات أخرى سابقه منها ما أكد تحقيق الهدف ومنها ما يعيش في دوامة الجهل بالدور الذي يقومون به مع أن في تعدد المجموعات في ساحتنا التشكيلية ما يشكل ظاهرة صحية ومطلبا للتعريف بهذا الفن والمساهمة به مع أشقاء الرحم الثقافي خصوصا أن للفن التشكيلي حضوره المشرف.
أعود للمعرض لنستعرض الأسماء والسير الذاتية مع بعض المقتطفات مما قيل عنهم بأقلام نقدر رأيها وخبراتها على الساحة ولنبدأ بالفنان احمد الخزمري باعتباره مؤسس المجموعة من مواليد مدينة الباحة عام 1386 هـ.
عضو بيت الفنانين التشكيليين بجدة.
قال عنه الأمير مشعل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز في معرض المجموعة عام 1423هـ: تمتعت بشفافية الأخ احمد الخزمري وذوقه الرفيع باختيار الموضوع والألوان..... وكذلك شاركته خياله الراقي والحالم وأنا أنظر إلى مواضيع لوحاته الزيتية والاكريلك.... ويقول عنه الاديب سعيد السريحي (هكذا يا صديقي.. تعود إلى طينة الخلق الأولى إلى طينة الإنسان وتعيد صياغتها كأنما تولد بين يديك هاهي الطبيعة.. وها أنت تضع عليها لمسات الإنسان حين يزخرفها بشيء من تراثه....) وقال عنه د. حمزة بأجوده (منظر القرية الجنوبية النائمة في أحضان الجبل، والمتلحفة بألوان الضباب تبدوا على استحياء وكأنها عذراء تختال في خجل من وراء الخمار.
وتركض من مكان إلى آخر غير عابئة بالسكون وأشعة الشمس تداعب صفحات الماء من خلف السحب.... تجريد جزئي من مخزون ذاكرة الفنان يرتبط بالبيئة والطبيعة بشكل لا يخل بالعناصر الشكلية المستخدمة).
اما الفارس الثاني في المجموعة فهو الفنان محمد علي الشهري، بكالوريوس تربية فنية عضو بيت الفنانين التشكيليين بجدة وعضو جمعية الثقافة والفنون وعضو مجموعة مسار التشكيلية والذي اقام معرضين الأول بأتليه جدة للفنون 2002م والثاني بالعالمية للفنون الجميلة بجدة 2004م.
قال عنه الفنان والناقد احمد منشي: الفنان محمد الشهري يعد من الفنانين الشباب الذين لامسوا معنى المعاناة.. وقد شكل ممارسة الفن هما. فبدأ خطوة الألف ميل من خلال معرضه الشخصي الأول ليقدم عصارة تجربته الفنية الأولى للبحث عن موقع مرموق على خارطة الفن التشكيلي بعزيمة وإصرار... فالتجربة التي يقدمها هذا الفارس ليست بالتقليدية.. أو أنها حالة طارئة بل هي بحث وسط التراكمات. وإفراز طبيعي لقدرته على الاستيعاب والهضم لخبرات جمالية ومعرفية ومهارية.. كنقطة انطلاق إلى آفاق جديدة أكثر رحابة.
اما الفنان والناقد هشام قنديل مدير صالة اتليه جدة للفنون الجميلة فيقول عن الفنان الشهري (اصبح زحف الثالث في الحركة التشكيلية السعودية واقعا مسلما به لم يعد أحد يشك في أصالة من ساهموا بإخلاص ومعاناة في ترسيخ أقدام هذا الجيل ومنهم الفنان محمد الشهري الذي لفتت أعماله الانتباه من خلال مشاركته في معرض أصداء لعشرة من الفنانين التشكيليين الذي أقيم في صالة اتليه جدة بالتعاون مع بيت التشكيليين وقد نلمس في أعماله الأخيرة التي يقدمها الآن التخلي عن العقلانية التي كانت تحكم أعماله وبدأ يظهر التشخيص التعبيري الذي يظهر من ثنايا لوحاته سواء بالتلميح أو بالتصريح ويقيم حوارا بين الهندسة الجامدة وبين التلقائية في الأداء ليقدم حلولا جديدة لنفس أشكاله المأخوذة من الطبيعة وكأنه يعيد بناء موضوعه من جديد.
الفارس الثالث في مجموعة مسار الفنان سعيد قمحاوي مواليد الباحة عضو بيت الفنانين التشكيليين بجدة عضو الجمعية السعودية للثقافة أقام معرضين معارضه الشخصية: المعرض الشخصي الأول 1998م.
المعرض الشخصي الثاني بأتيليه جدة للفنون الجميلة 2003م.
له مشاركات دولية ومحلية كما أن أعماله مقتناة من قبل جهات رسمية وأفراد حائز على عدد من الجوائز.
قال عنه الفنان هشام بنجابي: العمل الدؤوب الجاد دائماً يكشف عن نفسه ويستطيع الإنسان أن يحقق ما يتمناه والفنان سعيد قمحاوي استطاع أن يوظف ما درسه وتعلمه وما ثابر عليه فجاء بتجربتين متماثلتين بحس سيريالي مدخلاً في بعض اللوحات الخامات المساندة بالتجديد والابتكار في البحث عن خصوصيته وأسلوبه ليمثل شخصيته.
كما قال عنه الفنان عبد الله نواوي سعد سعيد بأخلاقياته وبساطة حياته وكسب حب الجميع بعفويته الصادقة التي انعكست على أعماله فعندما يقف المشاهد أمام احدى لوحات هذا الفنان يجد مدى الإبداعية وصبره في التعامل مع لوحته فكرياً وحسياً فإن كان الفنان يفتقر إلى تعدد الموضوعات فإنه يتجلى في حسه اللوني المرهف عندما يضع فرشاته التي تغمس في اللون بكل دراسة ودراية ودمجها باللون الآخر.
اما ضيفة الشرف في هذا المعرض فهي الفنانة هدى جودة العمر اسم له حضوره بالريشة والقلم لها دور كبير وفاعل في اثراء الساحة وصاحبة علاقات افقية كبيرة مع اطراف واطياف الفن التشكيلي النسائي يعتبرها الجميع المرجع الحقيقي لهذا الواقع الابداعي حاصلة على دبلوم في الفنون التشكيلية من جامعة لندن عام 1977م.
حاصلة على عدد من الدورات في مجال الفنون التشكيلية والتطبيقية المختلفة.. حصلت على العديد من الأوسمة والدروع وشهادات التقدير. حصلت على عدد من جوائز المقتنيات من الرئاسة العامة لرعاية الشباب. لها مقتنيات في عدد من الدوائر الحكومية.
كُرِّمت كواحدة من الرائدات العشر للفن التشكيلي في المملكة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب 2003م.
تشكيليو الطائف
يشجبون الإرهاب
الفعالية الثانية او الحدث التشكيلي الابرز في الطائف والمقام تضامنا مع الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب فقد نظمت صالة المناهل للفنون التشكيلية بجمعية فتاة ثقيف بالطائف معرضا تشكيليا تحت عنوان (الإرهاب في عيون التشكيليين) وقد افتتح المعرض وكيل محافظ الطائف وبحضور مدير عام التربية والتعليم وعدد من المثقفين والتشكيليين والإعلاميين والمهتمين.
عن المعرض تحدث للثقافية الفنان فيصل الخديدي احد فناني الطائف البارزين ومن المشاركين ضمن هذه التظاهرة الإبداعية وقال بأن المعرض ضم أكثر من خمسة عشر فنانا وفنانة قدموا أكثر من ثلاثين عملا فنيا كانت في مجملها تدور حول موضوع المعرض وقضية الساعة وهي مكافحة الإرهاب والتوعية المجتمعية عن هذا الخطر عبر وسيلة تعبير بصرية لا تحتاج الى مترجم لتصل الى وجدان المشاهد.
مضيفا انه عند النظر إلى أعمال الفنانين ورؤيتهم لقضية الإرهاب, نجد أن الفنان محمد الزهراني عبر عن الإرهاب ببقايا أشلاء متناثرة في عمله الزيتي بألوان أحادية قاتمة سيطرت عليها درجات البني, وكان الإرهاب عند الفنانة مناهل الوقداني عبارة عن طائر أسود غريب مزق صفاء عناصر لوحتها السريالية الناعمة, كما صاغت المبدعة الواعدة سمر العرابي نهاية الإرهاب في مجموعة من بقايا جماجم وهيكل عظمي لجسد آدمي متحلل في دراسة بارعة بتقنية جيدة بأقلام الفحم, وقدمت الفنانة فوزية السفياني رؤيتها للإرهاب من خلال عملين كولاج على سيراميك معالجة بمواد تزجيج بعد إضافة ألوان مختلفة عليها نقلتنا لإحساس الفنانة الذي كان ينبض من خلال هذين العملين, وقدم الفنان عبدالعزيز الجبري في عمله السريالي بخامة الزيت يدا بيضاء بكفها وردة حمراء وقد بترت اليد ودقت بها أوتاد وكانت ملقاة في وسط صحراء قاحلة, في إشارة منه بما يفعله الإرهاب في مجتمعات السلام والمحبة, والإرهاب كان بالنسبة للفنانة مها الأزوري عبارة عن شخص عديم الملامح متوار خلف عاصفة لونية من الألوان القاتمة والساخنة.
كما ضم المعرض أعمالا أخرى في مواضيع متعددة لعدد من الفنانين والفنانات وهم الفنانون شوكت شاه باز و فواز حامد ومحمد ترسن وفيصل الخديدي والفنانات فايزة الحربي وتركية الثبيتي وفاطمة الحارثي ولينا نحاس وحورية العلوي وفتحية الزهراني, كما كان للمجسمات النحتية حضور جيد في المعرض وذلك من خلال أعمال الفنان محمد الثقفي.
عصام دبور
وأول معرض لأعماله
في الدور الثاني من مبنى الخزامي
افتتح التشكيلي السعودي عصام دبور معرضا لأعماله التشكيلية دون ضجيج او هتاف إعلامي جمع فيه عددا من اللوحات التي قال إنها لم تكن قد نفذت للعرض وإنما جاء عرضها بناء على طلب بعض الأصدقاء كما أضاف انه لا يرتبط بأي مدرسة فنية مع جهله بها بقدر ما تأتي أعماله كما يراها بإحساسه الفطري وبما يعود من مختزل عقله الباطني من معرفة باللون والخطوط، المعرض متواضع وجميل في نفس الوقت زاده جمال مصداقيته مع إبداعه ومع المتلقي دون مبالغة او إضفاء عبارات نرجسية كما يفعلها البعض.
هناك بعض الأعمال يمكن أن نعتبرها عائلة واحدة لتجانسها شكلا وتقنيات لونية أما البقية ففي البعض منها ما يمكن أن يكون إشارة لمستقبل واعد للفنان دبور.
الجدير بالذكر أن التشكيلي عصام لم يتلق أي دورات او دروس في هذا المجال.
monif@hotmail.com
|
|
|
|