عمر بلا زمن شعر/ عبدالله محمد باشراحيل
|
عمرٌ بلا زمن
يَغْنَى من الألَمْ
يضيعُ في غياهبِ الغروبِ
في الدُّجَى السحيِقِ
في رعشةِ اليدين والقلم
وكلَّما يمرُّ بالأمل
يحسَبُه ينْظُرُه
لكنَّه يُشيحُ بالنَّظَر
صانَعَه.. لاطَفَهُ
تغافلتْ عينَاهُ
غابَ في القُرَى
من نصفِ قرنٍ
ما أتىَ المُدُنْ
سَلاَ الأملْ
إنْ غابَ أو حَضَرْ
يُبصرهُ
يُشيحُ مثلَمَا أشاحَ من زمنْ
وقد رحلْ
لمَهْمَهٍ خلوٍ من الضَّجر
يَبْنِي من الحروفِ قلعةً
أشادَ حولَها الحقولَ
يغرِسُ العقولَ في البكورْ
لتُثْمِرَ الغروسُ أمةً جديدةً
تحمي حِمَى التُّراثِ والوطَنْ
يحكمُها الضَّميرُ واثقاً وقد صدقْ
وحينمَا أشادَ أمةً
أَتَى الأملْ
محدقاً إليه ضَارِعاً
يقبِّلُ الجبينَ واليدينْ
مُسْتعطِفَاً إليهِ
أنْ يكونَ سيِّدَ النُّجومِ والقَمَر
فَمَا الخَبَر؟
بالأمسِ قَدْ أشَاحَ بالنَّظر
واليومَ يعْتَذِر
من نِصفِ قَرنٍ
لم يَكُنْ يرَى الربيعَ
والزهورَ والشَّجَرْ
أتَى في هدأةِ الخَرِيفِ
والعمرُ شاخَ عُودُه وقدْ مَضَى
علَى عَصَاهُ يتَّكِئ
مُتَمتِمَاً يُحدِثُ الذهولَ
ما نفعهُ الأملْ؟!
لمن شبابُهُ اكْتَهَل
يقولُ للأملْ
من حيثُ جئتَ عُدْ
فأنتَ مَنْ
أسقيتني السَّرابَ من قِدَمْ
وقد صَنَعْتُ عَالمِي
من الحروف والفِكَر
فَلْترْتَحِلْ
يا عاقر الفِطَنْ
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|