من أين أبدأ أيها الأحبابُ |
وأمامَ شعري توصد الأبوابُ؟ |
من أين أبدأ والدجى مُحْلَوْلِكٌ |
وخطاي في درب الأسى ترتابُ؟ |
حتى متى أقضي الحياة مسافراً |
الهم زادي والأنين شراب؟ |
تعب الطريق وخانني في رحلتي |
لماتعبت الآل والأحبابُ |
أمشي وريح الخوف تخنق أحرفي |
والحادثات خناجر وحرابُ |
أنّى نظرت فليس ثمة روضة |
تهدي الشذا أو جدول منساب |
ما ثمَّ إلا الجدب يعتصر المدى |
فيلوح من خلف اليباب يبابُ |
وعلى فم الإبداع ألف حكاية |
ثكلى يُريق دماءها الأعرابُ |
تشكو بها لغةُ البيان وتنتخي |
فتمِضُّها الشكوى وليس تجابُ |
عربٌ يقال لنا ولكن لم يزل |
يرتج في أفواهنا الإعرابُ |
من أين أبدأ والمشاعر أُجهضت |
وضريحُها التغريب والإغرابُ |
والفكرُ مسخٌ والأصالةُ أصبحتْ |
جرماً فلا شعرٌ ولا آدابُ |
والليلُ مضطجعٌ يلوكُ توجُّعي |
وبه التقى الأعداءُ والأصحابُ |
عشرونَ عاماً يا لها من حقبةٍ |
ظلت تنوءُ بحملها الأحقابُ! |
أحسستُ فيها أنني في غابةٍ |
أحيا وأنَّ الكائنات ذئابُ |
غاضت على شفتي عيون قصيدتي |
وذوت أزاهيري وأينع صابُ |
والصمتُ يغتالُ البلابل في الربى |
لم يبق إلا بومةٌ وغرابُ |
أيقظتُ ليلي من عميق سباته |
وسألته ما الخطب؟ ما الأسبابُ؟ |
أيموتُ فينا شاعرٌ نبضاتُهُ |
صدْقٌ ويحيا شاعرٌ كذَّابُ؟! |