الدبيسي والمدينة الحدية
|
عندما يشطح الكاتب بعيداً عن قيم النقد النزيه الموضوعي وعندما يتيه في متاهات، وفضاءات الأوهام والتخيلات المبنية على الأحكام المعلبة المسموعة من أفواه جائرة.. فإنه في مثل هذه الحالة يفقد قيمته ومصداقيته لدى المتلقين، ومن المؤسف أن كاتباً بقامة الأستاذ محمد الدبيسي يسقط مختاراً في اختبار كان من الممكن أن ينأى بنفسه عنه..
قرأت تكوين مرات ومرات في أعداد مختلفة من (الثقافية) وكنت وما زلت أعتقد أنها تشكل رأياً جيملاً، وتسد فراغاً (بحجم الأنهار) يملأ سماوات النقد الأدبي في بلادنا.. لكن ما هكذا يكون النقد، ولا هكذا تورد الإبل ياسعد..! فأي نقد هذا الذي يقصي الآخر، خاصة عندما يكون الآخر بمثل شريحة عريضة في المجتمع. إن من الخجل أن نرمي مجتمعاً أو بيئة أو إقليماً بالظلام والجمود والتخلف، وأن نجعل هذه قاعدة نعممها على الجميع بلا استثناء مع إن الكاتب بعيد كل البعد عن هذا المجتمع الذي أطلق عليه هذه النعوت التي استقاها من مصادر غير موثوقة وغير عقلانية.. إن مدينة أطلق عليها عدد كبير من المفكرين والصحفيين لقب (المدينة الحدية) بمعنى أنها تمثل مختلف أطياف الفكر والرأي لا يمكن أن تكون مدينة قاتمة وجامدة، إذ إن التنوع يقتضي الحركة لا الجمود، ولعل الكاتب الكريم نسي أو تناسى أن كوكبة كبيرة من المفكرين والكتاب في صحافتنا المحلية هم من هذه المدينة وبشكل ربما يفوق عددهم عدد أي مدينة أخرى.
إن المجلة الثقافية وهي تؤسس لقاعدة أدبية وفكرية جديدة مدعوة أن تبتعد عن هذه السقطات المستهجنة المرتبطة بدوافع إقليمية، ولا أدري كيف فاتت على الكاتب القدير الأستاذ إبراهيم التركي المشرف على هذه المجلة مثل هذه العبارات وهو الكاتب الواعي، والمفكر الناضج.
عبدالرحمن الحميضي
ص ب (8337) الرمز (81999) بريدة
* الثقافية:
العزيز عبدالرحمن تحية ودّ، لكن مسؤوليتنا التحريرية تنأى بنا عن إضاءة الإشارة الحمراء أمام الكلمة إلا ما صادم نصّاً شرعياً قطعي الثبوت والدلالة أو اختلف مع المسلّمات المجتمعية التي لا يجوز المساس بها .. وقد كسبنا من مقال «أبي زيد» أن قرأناك فشكراً له ولك.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|