جسدُ الليل تعتريه الهمومُ
تسفح القلبَ في ذراه الكلومُ
يقبلُ الدمعُ في غُلالة حُزنٍ
وتزفُّ الأسى إليه رسومُ
كلما ناضَ في الجوانح برقٌ
من سلوٍّ تناوبته الغمومُ
يسرحُ الوجدُ في متاهاتِ قلبي
ليس يجدي مع الأسى تهويمُ
مستقلٌّ على الجراحِ وحيدٌ
آض في جانبيْه جرحٌ قديمُ
تنقش الذكرياتُ في مقلتيْه:
كيف يسلو؟ وفي الفؤادِ وشومُ
غاله الفجرُ واستبدّ به الليلُ
وأضنتهُ في مداها النجومُ
قد مضى مركب التوّجد فيهِ
ألماً. أيَّ شاطئيْهِ يرومُ؟
كلما لاحَ في النواظرِ وجدٌ
خفَق الوجدُ في الفؤاد يهيمُ
فزّ في لُجةِ الوجودِ غريباً
وِحدةٌ أوحشتهُ، فهو يتيمُ
يا سلوّاً. ما أبعدَ القلبَ عنه!
أيّ صبرٍ؟، وكلُّ حزنٍ عظيمُ
ملَك الحزنُ أسطوانةَ قلبي
كل عزف أجسُّ، عزفٌ أليمُ
لوعةُ الرّملِ ما تشيخ بقلبي
هي صحراؤه وفجٌّ عقيمُ
يا لنبض الرياح يخترقُ القلبَ
فيغضي وخفقهُ ترنيمُ
جفّ عمري في محجر الحُزْنِ حتى
فاض من ناظريّ قهر ٌجميمُ
عبث الحزن في شرايين قلبي
فالشرايين إثرهُ ترميمُ
ما قطعتُ الحياةَ إلا كئيباً
خطوةً خطوةً دروبٌ تخومُ
أُلقيَ الحزنُ في غياهبِ روحي
فهو في الروح آنساً لا يريمُ
لهدتْ خاطري أمانيه حلماً
فهو من حملها الجليل سقيمُ
قلقٌ ينخرُ الفؤادَ عذاباً
وضياعٌ فأين أين أُقيمُ؟
- أحمد اللهيب