يا أوَّلَ الحُزنِ
يا معراجَ أسئلَتِي
في عَصفِ ليلِكَ
تاهَ النَّجمُ والقمَرُ
***
في رعشةِ الكفِّ
في حِناءِ أسئلتي
في حضرةِ الليلِ
يحلُو الشِّعرُ والسَّمَرُ
***
هَتَّانُ بوحِكَ
لم تَرحلْ قوافلُهُ
وصُبحُ فجرِكَ
لم يُقضَ لهُ وطَرُ
***
رحلتَ؟!
أم أنَّ أشواقَ الأَنا رحلتْ
عن لذَّةِ البوحِ
فالأحلامُ تَحَتضِرُ؟
***
يا أولَ الحزنِ
مجدافي وأشرعتي
تحطمتْ
ونَفَاها
الماءُ والمَدَرُ
***
هذي تباريحُ أيامي
قدِ انسكبتْ
في مُرِّ كأسِكَ
أشواقًا فتستعرُ
***
يا أولَ الحزنِ
شُطآني ملبدةٌ
ومركبي تاهَ
والتاذتْ بِيَ العِبَرُ
***
وأنتَ في صفحةِ
الأيامِ مُرتَسِمٌ
كأنَّ طيفَكَ
في أحداقِنا حَوَرُ
***
سَمَوْتَ..
لكنْ على أرواحِنا
فعسى
تأتي نُبُوءاتُنا
أو يَصْدُقُ الخَبرُ
***
لئنْ بسطَّتَ لنا كفًّا
لتغرقَنا
فما بَسطْنا أكُفًّا
حينَ تَبتَدِرُ
***
يا أولَ الحزنِ
خذْ ما شئتَ من فَرَحِي
واتركْ –رجوتُكَ-
ما يُرجَى ويُنتظَرُ
***
فلم يَعدْ في خريفِ
العُمْرِ متسعٌ
لصرخةٍ ذَبُلَتْ
قَد ملَّها البَشَرُ
***
منفايَ أنتَ
وشِعرِي من مسرتِهِ
يميدُ كالزَّهْرِ
إذ ما بلَّهُ المطرُ
***
منكَ استعرتُ
لأبياتي سلافَتَها
وفيكَ أَمني
ومنكَ الخوفُ
والحَذَرُ
***
وَقُودُ قافتي
ميزانُ أَخيلتي
تأتي فتنثالُ
أبياتي وتزدهِرُ
***
ما أنتَ إلا
رحيقُ الحرفِ في لُغتي
قصيدتي أنتَ
وافاني بها السَّحَرُ
***
مراكبُ الشِّعرِ ما
عافتْ مرافئَها
وما جفتْها
ولكنْ ساقَها القَدَرُ
***
ولوعةُ الرُّوحِ
ما ابتلَّتْ جوانحُها
بالدمعِ حتى غَشَاها
الهمُّ والكَدرُ
***
يا أولَ الحزنِ
هذي بعضُ أغنيتي
وذي حروفي
وذَا بَوحِي
وذَا الأثرُ
***
غدًا ستشرقُ
أرواحُ الأُلَى سكبُوا
حروفَهم ألمًا
أفضتْ به الجُدُرُ
***
غدًا تُزَفُّ
عروسُ الرَّوضِ
تتبعُها
قوافلُ الوجدِ
والأشعارُ والدُّرَرُ
***
يا أولَ الحزنِ
في عينيَّ أسئلةٌ
حَيرى
بَراها الجَوَى
والشِّعرُ
والسَّفَرُ
- محسن السهيمي