بين هضابٍ عبقريّة الصنع، بديعة الجمال، تسرّ أعين الناظرين، تقع فينشي المدينة الوادعة الصغيرة التابعة لإقليم توسكانا أو إقليم «عبقر» كما أسميه استحقاقًا ومجازاً؛ لأن فيه ولد - على سبيل العبقرية- ساندرو بوتيتشيلي، بترارك، مكيافيللي، دانتي أليغييري، جاليليو، ومن ألهم وأذهل الحضارة الإنسانية لاختراعات وأيقونات جمالية خالدة تسرّ الناظرين: ليوناردو دافنشي عام 1452م؛ لتستقبل إيطاليا والعالم كله أيقونة تركت إرثا حضاريا خالدا تزهو وتفخر بها الذاكرة الحضارية للإنسان. في إمضاءِ ذلك الفذّ، تلافيف دماغه المعقّد بعقد عبقرية الربط بين: الرسم، النحت، العمارة، الموسيقى، الهندسة، الجيولوجيا، والطبّ وعقدٍ جماليّة باهرة أخرى.
ثلاث شذرات تعلو إمضاءه تمثل:
1- الموهبة التي في عقله؛ إذ استطاع الجمع بين تلك الفنون والعلوم؛ لإحساسه الإبداعي والقدرة الفائقة على تذوق الجمال وصنعه وتتجلى في دقّة إتقان وجماليّة لوحاته مثل: الموناليزا، العشاء الأخير، عذراء الصخور.. الخ
2- الإعجاز:
استطاع دافنشي أن يقدم بعض التصاميم والاكتشافات الباهرة التي هي أشبه بمعجزة في ذلك التوقيت النهضوي مثل: التشريح الداخلي لأعضاء الإنسان، تشريح رحم المرأة الحامل، التصميم الهندسي الدقيق للطائرة.. وغيرها الكثير الذي لم يصلنا منه إلا القليل.
3- الإرث الخالد:
امتد إرثه الخالد على أرجاء هذه الأرض حتى أضحت مفردة «دافنشي» معادلة للإتقان والعبقرية وكلّ من غايته النهضة والتنوير.
إمضاء ليوناردو دافينشي تلافيف عبقريّة في رأس الحضارة الإنسانيّة.
حمد الدريهم - الدلم