حينَ تفتحُ القلم
هل يأتي الكلام
أم يخرج؟!
أكثر ما يستفِزّ الورقة
حمحمةُ قلمٍ ريقهُ جافّ
لكتابةٍ مُؤَجّلة لم تنتَهِ!
الكتابةَ خنادِقٌ لابدّ منها..
حربٌ بطلُها « قارئ «
وليس لنا من الأمرِ شيء.
فَضَّلْنا الكتابة والألم والصمت والعُزلة
بِحُزنٍ سنظلُّ نُسَدِّدُهُ إلى الأبد!
الحزنُ مَرارةُ الكلمة في حلقِ كاتِب..
الكاتب هو المسافةُ إلى اللاشيء!
نكبرُ بسرعةٍ مُذهلة
وكأنّ الكتابةَ تقضِمُ أعمارنا
فنتبادل الأدوار بين مَن يحضُر للكتابة
وَمَن تحضرُ الكتابةُ إليهِ..
نختزلُ باقتضابٍ فائضٍ شديد الشجن..
وكأنَّ الكلامَ الباقي هو ميلُ الواقع الذي نسندُ عليه أتعابنا.
حسناً لا يهُمّ!
فالكتابةُ مَخرَجُ طوارِئ..
والفجَوَاتُ المتروكة عمداً مجرَّدُ زُجَاجٍ
نجمعُ بإصبعنا السادس مالم يتسَنَّى..
ليتشَكَّل البخارُ أمامنا على هيئةِ حرف.
بالكتابةِ نتحدّثُ إلى الضّوءِ من العالم المعتَم
في اليقظة الأبديّة التي تعتري أرواحنا
لتصبح الكتابة عامل حادّ و مُؤذي..
نصنع نوتة موسيقية من صرير الأقلام
إلى مزامير الورق
كحديث الأشياء التي لابد أن تسمعها!
ويبدأ السؤال اللانهائي
لو أنني كتبت....
لو أنني حذفْت....
لو أنني....
لو...
والقلمُ كَ ساعةِ يدٍّ واقفة,
لا...
في الحقيقة هيَ « تنتظِر»
بعد حالاتٍ من النجاة
أوهَمْنا أنفسنا بأننا نحيا!
وكل قبرٍ في الأرض
نراهُ نَدْبة..
ومهمة « الحاضر إبلاغ الغائب «
أصلها:
الميتُ يُخبِر الحيَّ!
نحن أيضاً مكلّفين بتجميعٍ و بناء
كما يفعل النمل تماماً ليبني حضارة!
اذهَب إلى السجن ...
فُرصَة!
احتفظ بهذا الكارت لتخرج من السجن ...
كلما مررتَ بخانة البداية ...
ستحصل على ألفَيّ (ريال)
لا تنسَ صندوق الجماعة
والأراضي التي لم تُكتَب لِلاعب!
يا الله ...
ماذا فعلت (المونوبولي) بطفولتنا!
نعود للكتابة التي علمتنا
أن ثمّة أنظمة أبدية بانتظارنا
الكتابة التي أنجَبَتْ حُزناً أغرَقَنا
في شبرِ قصيدة..
الكتابةُ المربوطةُ بالتاءِ وكأنها أنثى
بِفتنةٍ نائمةٍ ملعونٌ موقِظها!
الكتابة الحبر المنسدلُ سهواً
كماسكارا تزيّنُ عينَ الصفحة
الكتابة الكلام الذي نُجهِدُنَا لندخل فيه
ولا نفكّر كيفُ نُنهِي هذه الورطة!
الخاتمة:
هي القُبلَةُ التي يتولَى الكاتب لأجلها
تنظيفُ فمِهِ!
إيمان الأمير - الرياض