المؤلف: أحمد محمد بكر موسى
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون - 2014
الصفحات: 112 صفحة من القطع المتوسط
«للتعرف على الأبعاد الاعتقادية لحقوق الإنسان لا بد من معرفة واضحة بحقوق الإنسان، وعزلها عما يقترب منها من مفاهيم».
ولما كان الحديث عن حقوق الإنسان، والإنسان هو المتدين وغير المتدين؛ لذا أراد الكاتب - كما يقول - «مخاطبة الجميع، أخاطبهم بأسلوب يناسبهم جميعاً، ويقتنعون به؛ فلجأت إلى القاسم المشترك بين الجميع، وهو العقل. ومن هنا فإن دراستي ستخلو من الاعتماد على الفكر الديني، وإنما ستكون عملاً عقلياً خالصاً».
وفي هذا السياق يطرح الكاتب أسئلة عدة يراها محور دراسته: كيف ينظر مفكرو حقوق الإنسان إلى فلسفة حقوق الإنسان؟ كيف ينظر نشطاء حقوق الإنسان إلى نصوص حقوق الإنسان؟ هل يشكك المفكرون في صلاحية الفلسفة لكل زمان ومكان؟ هل يقبل النشطاء حدوث تعديل في النصوص؟ هل نستطيع حصر النظريات التي تتكون منها فلسفة حقوق الإنسان؟ كم من نشطاء حقوق الإنسان يستطيع استخلاص الحقوق من الفلسفة؟
هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها الكتاب في فصلين، الأول تحت عنوان «حقوق الإنسان، الاعتقاد: تدقيق المفاهيم»، وهو جولة الكاتب في مفاهيم ونصوص حقوق الإنسان غرباً وشرقاً مع انحيازه للمفهوم الغربي لحقوق الإنسان في الغرب.
أما الفصل الثاني فجاء بعنوان «الأبعاد الاعتقادية لحقوق الإنسان»، ويتناول بعدين: (الأول) الأبعاد الاعتقادية الفلسفية. فيما يتناول (الثاني) الأبعاد الاعتقادية الممارساتية. وينتهي الكتاب بعرض مثال لأحد حقوق الإنسان، وهو «حق السلامة من التعذيب»، واضعاً القارئ أمام الأدلة المتعارضة بخصوص قبول أو رفض التعذيب التحقيقي، وفي هذا يقول الكاتب: «لا أهدف من هذا العرض لمعارضة علمية لما استقر عليه القانون الدولي بخصوص هذا الحق، وإنما لأدعم بالمثال وجهة نظري القائلة بخطأ النظر إلى حقوق الإنسان نظرة اعتقادية، وذلك من خلال بث الحيرة في عقل القارئ، وحثه على التفكير النقدي في موضوعات حقوق الإنسان».