رجال ألمع محافظة جنوبية عسيرية مزدهرة «مش مزدهرة أوي» لكن في طريقها إلى الازدهار والتطور، المكان أعَني، الإنسان يَعني، وستكون المحافظة «فئة أ» حتى في وعي الإنسان الألمعي، يسكنها كل شيء الحُب والجمال والشيم وحتى «الجن والحِن» والإبداع هو ذروة سنامها مع الفنون الشعبية والآثار طبعاً، مثقفون يَنسُلون من كل حدب، لكل فلسفته وأفكاره وهو حق مشروع كفلته كل الأعراف الثقافية، والنساء الألمعيات الماجدات مُغيبات أو متغيبات عن المشهد الثقافي الألمعي والأسباب مجهولة، مثقفوها يكتبون الشِعر والقصة والرواية والمقالة في كل شيء، كأي أمُة من الناس نختلف حول آليات وربما حول الأشخاص -عادي تعودنا- وأيضاً هو حق مشروع، في رجال ألمع -ولله الحمد والمنة وبدعم وزارة الثقافة والنادي الأدبي- لدينا مجلس ثقافي أثبت حضوره، ولجنة ثقافية تُثبت حضورها كونها حديثة عهد بالتأسيس، رجال ألمع تميزت في هذه الصفة: مجلس ولجنة، وربما يتطور الوضع مستقبلاً ويصبح عندنا «مجلس وصالة ومقلط» للسكن أو للضيافة، واختلفنا مين مثقف أكثر؟ من الخطأ أن نسميه اختلاف وجهات نظر، لأننا لم نعِ بعد ثقافة الحوار الراقي والاختلاف المتحضر، بل هو خلاف قديم أزلي، وهو الأقرب، حتى بين الإعلاميين «ومدولة الفنون الشعبية» وبين من في عقله تعشش فكرة «ألمع الشام وألمع اليمن» وليس بجديد أو غريب، عندما دأبنا على إفشال مشاريع بعضنا بعضا: الثقافية والفكرية، وعندما دأبنا على النظرة الإقصائية؛ أما لسبب توجه ديني أو لمجرد أحكام مسبقة أو من أجل علاقات شخصية نفعية ومزايدات ثقافية أو لأجل «أنك لا ترتاح لفلان» أو لأسباب أخرى، والكلام للجميع وأنا عُود من حزمة حطب قَرَض، مجلس ثقافي ولجنة ثقافية تذهب بريح الألمعيين المثقفين وغيرهم، لم يعد الاختلاف حضارياً، رغم أن للمحافظة حضارة قديمة، وبذلك انقسم المثقفون إلى فسطاطين أيهُم يكفل الثقافة لصالحه، مع أو ضد وليس بينهما اعتدال ووسطية، أحدثت أزمة ثقافية ألمعية، رجال ألمع لا تستحق منا هذه الخلافات، بعدما تم تجاهلها وعقوقها لعقود من بعض مسؤوليها ووجهاها. وعليكم أن تنظروا إلى ما فعله مسؤولو ووجهاء (محايل وبارق وتنومه ) عند افتتاح لجانهم الثقافية.
حين تشاهد الرجل الأمي القبَلي حاضراً ومشاركاً بفاعلية قبل المسؤول والمثقف!
ما يؤسف له أن البعض في رجال ألمع ينظر إلى الثقافة والمثقف بأنها «صفصفة كلام» و»بيع كلام» وأن الثقافة «لا تأكل عيش» صحيح أن بعض المثقفين وجوده مثل عدمه بلا فاعلية أو إنتاج أو أثر في تصحيح الوعي المجتمعي لكن ربما أن هناك أسبابا، يبقى أن أقول -وأرجو أن أكون مخطئاً- أن بين المجلس الثقافي واللجنة الثقافية هُوة كبيرة ومساحة قاتمة وجدار فاصل ألمعي من القطيعة أثرت سلباً على النسق الثقافي والحضاري لرجال ألمع إنساناً ومكاناً، بالتأكيد أن تنوع المنابر الثقافية يخلق التنافس والتعددية الفكرية إذا أصبح الجميع يتفاعل ويشارك ويطرح الرؤى، فذلك هو المأمول، لكن الواقع يقول إن لكل أناس مشربهم، وكل مجموعة نأت بأفكارها عن الأخرى، مبدؤهم «من لم يحضر عندي لا أحضر عنده» وكأنها «عادات قبائل سلف ودَين» لم يعد هناك تنافس شريف؛ بل محاولات تغييب وتهميش بعضنا لبعض، فإذا كان هذا هو حال المثقفين فيما بينهم فماذا ننتظر من مسؤولي المحافظة ووجهاها غير التجاهل والتسفيه؟ من أجل ذلك تم تكريس ثقافة الشللية والنخبوية والجهوية حتى أوجدت مجلسا ثقافيا معتبرا ولجنة ثقافية معتبرة وكلاهما بالنظام والقانون، وما عليك إلا أن تنظر لمن يحضر في المجلس ومن يحضر في اللجنة، حتى من المواطنين العاديين إلا أن يكون ضيفاً جميل السمعة والجاه بصرف النظر عن رصيده الثقافي والمعرفي، عندها سوف تشاهد الجميع يتزاحمون بالأكتاف للقائه والسلام عليه، وهي حالة استثنائية، وأنا هنا أوجد العذر للألمعيين البسطاء في عدم حضور المجلس واللجنة لأنهم يحملون فكرة خاطئة عن المثقفين، من السلبية وقلة الوعي والتشاحن الثقافي وقلة الفائدة المرجوة، وهم بذلك على صواب نسبياً، لأن حاملي الأقلام في محافظتي غير جادين ولا متفقين في إخراج صورة جميلة تعكس سمو المثقف ومدى وعيه وما يحمله من مسؤولية مجتمعية ووطنية، أنا لست ضد أحداً ولست مخبباً ثقافياً؛ بل أنا أطرح قضية واضحة متأزمة أعيشها وليست سراً، نيتي بيضاء كالحليب. لا أريد إلا أن يكون كل مثقفي ألمع على قدر المسؤولية والرسالة الثقافية، والحل من وجهة نظري هو المُواءَمة والتلاقي والحوار بين أعضاء المجلس الثقافي وأعضاء اللجنة الثقافية التي قد تفضي إلى الدمج مستقبلاً. حتى لا تكون رجال ألمع هي الضحية من هذا التنافر والقطيعة، وبما أن الثقافة هي: كل ما يبقى لإنسان حين ينسى كل شيء.. فأرجو ألاّ نفقد الثقافة وننسى كل شيء!.
عيسى مشعوف الألمعي - عضو اللجنة الثقافية برجال ألمع